مع شروع الإجازة يبدأ وللأسف الكثير من أبنائنا وبناتنا مداعبة أجفان السهر وعدم إطباقها والحيلولة التامة عن النوم لأن ذلك يعتبرونه تجديدا في حياتهم وعليهم مغايرة الروتين الدراسي. فأنا لا ألومهم في التغيير ولكن ليس بهذه الطريقه فالديدن عند الكثير منهم أن يسهروا إلى قيد رمح ومن ثم يخلدون إلى نوم عميق. وهذا الأمر المبغض الذي نشأ في نفوسهم تجاه الإجازة التي لا تقوم لها قائمة إلا بالإعراض عن النوم. فشيء محزن أن تراهم وهم يتمازحون في الشوارع والمقاهي بعيون نصفها مغمضة يخالون تلك اللحظات ماتعة وتجربة فريدة من نوعها، فالعتب لا يقع على البيوت والمدارس ولكن على الحوار النبيل الذي فقدناه معهم فإما تكون مرونة إلى حد السذاجة أو حزما إلى حد النفور، فهم الآن لا يعرفون كيف يبعدون أبناءهم عن موجات السهر ويجعلونهم يودعونه بهدوء فتختلف الطرائق حولهم فإما تنجح أو تفشل، ولكن علينا في نهاية الأمر أن نتعاون معهم كأسرة واحدة ونقترب منهم ونناقشهم ونحاول تغيير هذه الفكرة التي رسخت في عقولهم وتبديل هذه القناعات بالنشاطات الترفيهية الصباحية ليصبح فكرهم مشغولا بالاستيقاظ مبكرا، لذا سيحرصون على النوم ويدعون تلك القناعة التي تقول لهم اعرضوا عن النوم. فعلينا أن نجتهد جميعا في احتوائهم وتغييرهم ولن يكون هذا إلا بالنقاش الحضاري معهم وعدم إقحامهم في معتركات لا يريدونها وغرس معايير الرجولة والاعتماد على النفس في ذواتهم منذ وقت مبكر ليعرفوا أن الإجازة ليست مدعاة للسهر إنما بوح صباحي بلسمه النشاط. حمد جويبر (جدة)