قد يعكس المنشد بموهبته نفسه ووطنه ودينه على الصعيد العالمي وليس المحلي فقط، فالإبداع له جوانب كثيرة تتعلق بجمال الصوت والأخلاق وأدائه الفني ولبسه وشكله الخارجي والمنشد الذي له هدف أو رسالة نجده يظهر بشكل جميل وجيد. فالدول الأخرى عندما تأتي بمنشد من الخارج فإنها تريد منه أن يلحن وينشد باللون الذي عرف عنه بلده وهذا الأمر الذي لا يراعيه أكثر المنشدين، فالبعض عندما يذهب لدولة أخرى نجده يحاول جاهدًا محاكاة الدولة الذاهب إليها وذلك بطريقة أدائه وإنشاده وهذا من الخطأ، فعلى المنشد أن يحاكي باللون الذي يبدع فيه والجميع يعرفه عنه لأنه طلب لهذا الأمر وعليه أن يفرض هويته وليست هوية المكان الذي يذهب إليه لأن الناس في الخارج تريد رؤية لونًا جديدًا وليس لونًا تكرار للونهم الذي يعرفوه. إن أغلب المنشدين أثناء ذهابهم للخارج إما أن يكونوا من ذوي الأصوات العذبة والجميلة ويقدموا عملهم بإتقان، وكذلك نرى أناس قد كونوا علاقات ومصالح مشتركة مع أناس آخرين وكما يطلقون عليها ال"و" ويمثلون أنفسهم خارجيًا، فالصنف الأخير عندما يذهب للخارج فإنه يضعف من نفسه ومن صورة الإنشاد في بلده. فأنا أطالب جميع من يشارك بالخارج سواء المنشد أو الفنان أن يقدم تراث وطنه الأصيل بكل ما فيه من أحاسيس ومشاعر ويتقمص ساعة الأداء وطنه حتى يصبح هو الوطن وأن يكون خير سفير لوطنه فالمنشد عليه أن يكون بالمقام الأول ممثلا لدينه ووطنه قبل أن يمثل نفسه، وعليه المحاولة بقدر الإمكان أن يكون بالخلق الحسن من الناحية الإنسانية ثم كونه منشدًا تأتي في المرحلة الأخرى. إن المنشدين الذين يتم استقطابهم في الخارج إما أن يكون لهم جماهيرية وشهرة عالية أو يكونوا في قمة درجات الإبداع ولكن عليهم إذا أرادوا أن يبرزوا بأفضل صورة فعليهم تقديم الأداء الحسن لهم على المنبر الإنشادي لأن الناس ستراهم عليه فقط ومن المفترض الاجتهاد في تقديم أنفسهم.