نجح التنوع الإنشادي في نشر لغة النشيد في الكثير من الدول، بحيث أصبحنا نرى النشيد يعبر موطنه ويمثل لهجة بلده في غيرها من الدول، ومن ذلك ما نشاهده من شدو كثير من المنشدين السعوديين لألوان متعددة من الأناشيد غير السعودية، كالمغربية والشامية واليمنية، وأيضًا حرص المنشد على إتقان عدة ألوان من الإنشاد في أدائه، الأمر الذي قد يؤثر فيه سلبًا وإيجابًا، فألوان الإنشاد أصبحت تمتزج ببعضها في مناطق وتحتفظ بهويتها في مناطق أخرى، "الرسالة" طرحت التنوع الإنشادي على المختصين للتعرف على تأثيره في جودة الإنشاد ومدى استمتاع الناس به في ثنايا الحوار التالي: أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة صدى القمة الأستاذ أيمن السلوادي أن فكرة شدو المنشد بأكثر من لون حجازي، مع تبادل استفادة الألوان من بعضها البعض يعد فكرة طيبة ومحببة وأثرها طيب وإيجابي جدا، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية يوجد بها عدد كبير من الجنسيات المختلفة وأننا نرى مثلًا أناشيد هندية إيقاعاتها جميلة وهذا شيء طيب وكل إنسان يهوى جنسه وأصله ويعود لمنبعه، والإنشاد ليس حكرا على بلد واحد وإنما هو موجه لجميع المسلمين، وأي إنسان لديه الهواية ويستطيع إتقان اللحن المناسب فمن الأفضل أن يشدو بالطريقة التي تناسبه. بيّن أن الأناشيد عبارة عن مقامات ومعظم الألوان الحجازية أخذت فكرتها من بعضها البعض، والأناشيد التراثية لها أصول خليجية وكذلك العكس، وهما عبارة عن نبرات صوت تتغير وتكون لونًا جديدًا، واستشهد على ذلك بالمنشدين السعوديين الذين أنشدوا باللهجة الشامية، وأوضح أن الإنشاد لم ينتشر ويذاع صيته إلا عندما تنوع وتداخل بعضه مع البعض، فالمصري يستمع للشامي والسعودي يستمع لليمني وجميع الألوان عبارة عن إنشاد وهذا تنوع في المجال طيب جدا. ونصح السلوادي بعدم معارضة التنوع الإنشادي، وأن يكون النقد بناء وليس من أجل النقد في حد ذاته. فكرة محمودة من جانبه قال عضو فرقة ليالي الشام للعراضة السورية المنشد بشار الشريقي ان فكرة جعل أكثر من لون إنشادي في الجلسة الواحدة طيبة ومقبولة ومستساغة من الكل وعلى الجميع تطبيقها. وأضاف أنه علينا أن نكثر من هذه الألوان في جميع مجالسنا لأن جميع الناس تحب الاستماع لمختلف الألوان وإن كان البعض يفضل نوعا على آخر ولكنهم في نهاية الأمر جميعهم يحبون اللون الذي يكون أقرب لهم. وأوضح الشريقي أنه لا يمكن احتكار الألوان كلها من قبل بعض الفئات من المنشدين، ولكن الأفضل أن ينوع المنشدون ويحاولوا أداء الأناشيد الأخرى. قديمة ومفيدة وأوضح المهتم بالمجال الإنشادي الشاب مؤيد الشميري أن تداخل هذه الألوان مع بعضها البعض يكون لنا أناشيد قوية يقبل عليها ويفضلها الجميع، ولكن عليهم أن يعرفوا أن لكل أنشودة هوية وعليهم الاحتفاظ بها والبعض يحب التغيير في الاستماع فاللون الحجازي يحبه البعض واللون الخليجي كذلك وهناك من يحب اللون الشامي وآخرون اللون الجزائري والبعض يميل إلى اللون المغربي ووجود جميع هذه الألوان في مكان واحد أو في بلد واحد يعزز سمعة الإنشاد التي نريد لها الانتشار في كل البلدان، وعلى الجميع أن يعرف أن الألوان لا يمكن أن تتداخل ببعضها البعض في أنشودة واحدة، ويجب الحفاظ عل أصالة الأنشودة حتى لا تختلط بغيرها. وبيّن الشميري أن فكرة تداخل الألوان ليست فكرة جديدة وإنما مقتبسة منذ القدم ولا تمنع أحدًا من التمسك بهويته.