في لحظة سكينة وتفكير عميق وأنا أبحر في الشبكة العنكبوتية أخذ شيء ما يحثني على الاتصال بأحد المعارف، والذي يقوم باستيراد نوعيات مختلفة من البضاعة من الصين وغيرها، لسؤاله عن نوع معين من البضائع، وبكم يبيعها، وعن سعرها في السوق، ونسبة ربحها؟ وقمت بعدها بزيارة محله في سوق الجملة مع محلات أخرى لأخرج بعدها محملًا بأكياس من البضاعة التي قمت بالسؤال عنها. وقد جاء الأمر كله من غير تدبير أو تخطيط مسبق، فما هو إلا خاطر سرت وراءه ولا أعلم ما الذي دفعني لاتخاذ القرار بتلك السرعة! والأعجب من ذلك أنه بعده بيومين فقط استطعت أن أبيع جزءا منه لأسترد رأس مالي، ولأستمر بعدها في تكرار التجربة. قد تأتينا في لحظة غير محسوبة فكرة أو خاطرة لحل مشكلة أقلقنا لزمن طويل ولم نجد له حل مناسب، أو قد تأتينا فكرة جديدة لم تخطر على البال من قبل، وهو ما يطلق عليه البعض «إحساسٌ عاطفي نابعٌ من النّفس البشرية، وفعلٌ روحي يسمو بصاحبه إلى عالم الخيال والإبداع، فيرتقي بفكره وعاطفته ويكسر قيود وحواجز الروتين ليخلق عالمه الفريد من الهوايات والابتكارات». لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نستفيد منها في تطوير وتحسين حياتنا المالية؟ في بعض الأحيان يؤرقنا أن ما نبذله من مجهود جبار من أجل تحسين أمورنا المالية لا يأتي كما نريد أو نخطط له، فنشعر بالإحباط المتكرر مما يجعلنا نتخلى عن محاولة التطوير أو التحسين المستمر لمخططاتنا المالية لترجع حلميه بعدها لعادتها القديمة. لذلك اقترح أن نقوم ما بين كل فترة وأخرى بتنفيذ مبدأ «استراحة محارب« والذي ننقطع وقتها عن العالم كله ونهدف من خلاله الحصول على صفاء الذهن، ويكون ذلك من خلال التدبر والتفكر في الكون وفيما أبدعه صنع الله جل جلاله، لأن الإلهام هي هبة وتوفيق من الله. وهي جزء من التوازن المطلوب والذي ذكرته في مقال سابق عن أهمية التركيز على الجوانب الأربعة الرئيسة ومنها الجانب الروحي. وسوف يأتي الوقت الذي قدره الله عز وجل لنا بصدق إيماننا وتوكلنا بإلهام نستطيع من خلاله أن نعيش بسعادة ورؤية واضحة بإذنه سبحانه، فمهما بلغنا من الذكاء والقدرة فنحن بحاجة إلى توفيق الله وتدبيره. ودمتم في ثراء. [email protected]