على مدى الأيام الماضية والأخبار تأتي من تبوك وضباء مبشرة بالأمطار، وهي مؤشر خير بالطبع ولكن للأسف أصبحت لدينا مقدم تخوف وترقب، منذ كوارث سيول جدة وما زامنها من كارثة انهيار السد الترابي الذي كان يحمي بحيرة الصرف الصحي وإغراق شرق جدة، وما تكرر لاحقا بعد عام واحد من غرق لمناطق تجاوزت شرق جدة الي وسطها في كارثة أخرى لا تزال في الذاكرة رمزًا للإهمال وعدم الأمانة في تحمل المسؤولية وماحدث فيهما من وفيات وتدمير للممتلكات والبيئة. التي إلى الآن لم تنتهِ قضية محاكمة من تسبب فيها فقد نشر منذ أيام أن هناك إحالات من جهات التحقيق إلى المحكمة الإدارية بديوان المظالم لملفات بعض المتهمين على خلفية تلك الكارثة المشهورة والتي أصبحت جدة مشهورة بها!! ومعظم المتهمين سبق لبعضهم العمل كرئيس للبلدية ومهندسون مختصون بالرقابة على المباني وتعدد الأدوار أو مهندسون في بلدية فرعية (مكفوفو اليد). ويتوقع بدء محاكمتهم خلال الأسبوع القادم. من نشر الخبر في الأسبوع الماضي. وبحسب ملف التحقيقات فإن أبرز الاتهامات الموجهة لهم تتضمن تسلم " مختص الرقابة على المباني وتعدد الأدوار في أمانة جدة ربع مليون ريال من مواطنة مقابل السماح لها باستكمال البناء بشكل مخالف، كما تسلم مبلغ عشرة آلاف ريال من معقب مقابل الإخلال بواجباته الوظيفية كما وجهت الرقابة والتحقيق إلى موظف البلدية الفرعية تهمة تسلمه مبلغ 250 ألف ريال في ظرف مغلق مقابل الإخلال بواجباته الوظيفية". هذا جيد لكن ماذا يقال لمشروعات بالمليارات نشرعنها قبل شهور عن تنفيذ شبكات مياه وصرف صحي في تبوك وصفت بأنها (غير مسبوقة)!! ماذا حدث إذن؟ سيقال إن الفترة ليست كافية! نعم ولكن هل الوضع متردٍ بهذا المستوى؟. إننا نتحدث عن أرواح وبشر وموت العائل للأسر يعني مصيبة. ولا نتحدث عن تهدم مبانٍ فقط أو غرق المحلات وانهيار جسور، إننا نتحدث عن غرق يجتاح المدينة يماثل ما حدث في جدة. ومسؤول الإنقاذ يستعين بطائرات من جدة وعسير!. السؤال الموجع: إلى متى هذا التردي في مستوى خدمات المدن من بنية تحتية وخدمات أمنية ووسائل إنقاذ جاهزة تتوفر في كل مدينة ولا ننتظر وصولها من منطقة وأخرى. إلى متى تتواكب مع الأمطار حالات استنفار وتعليق الدراسة؟. أكاد أشك إننا الدولة الوحيدة بين الدول التي تتوفر فيها ميزانيات ضخمة وأيضا تتميز بإعلان حالات الطوارئ علي كل سقوط للأمطار لا يأتي إلا فترة قصيرة في العام وليس مثل بعض الدول التي تتساقط أمطارها طوال الموسم ولا تتأثر فيها الحياة ولا تفقد أرواح مواطنيها لاغرقًا ولا تحت أنقاض المنازل!. ** أيها المسؤولون .. يا من تحملتم أمانة الاستخلاف التي أبت السموات والأرض أن يحملنها خوفًا من عظم المحاسبة عليها وأنتم فرحتم بها، وقصرتم في أدائها، ثقوا أن المواطنين والمقيمين أمانة في أعناقكم. وستحاسبون علي أي تقصير في القيام بأداء أماناتكم نحو خدماتهم، فاتقوا الله قبل يوم الحساب، فالمطالبون بالقصاص سيتكاثر عددهم، بقدر مساحات خلل إداراتكم وتقصيركم في أداء أمانة الاستخلاف. أكاديمية وكاتبة [email protected]