إن الاعتداء على عقارات الآخرين و الاستيلاء عليها بالقوة أو بالحيلة من الأمور التي حرمها الإسلام قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم) و تكمن خطورة هذا الاعتداء فيما يسببه من الآثار السلبية الناتجة عنه كالشعور بالظلم و ظهور العداوات و الخلافات بين المسلمين و نشوء الأحياء العشوائية في المدن الحديثة مع إشغال الجهات الحكومية بما هي في غنى عنه ، حيث تزايدت أطماع البعض و انحدرت رغباتهم من المجال المشروع و النظامي في تملك العقار إلى مجال آخر ليس بمشروع و لا نظامي ، و ذلك بعد ما أضحى العقار مصدراً من مصادر الثراء السريع في كافة المناطق في هذا الزمان ، و من هنا تزايدت دعاوى تملك العقار في المحاكم و تنامت الخصومات الممقوتة التي خلفت أضراراً و أخطاراً أمنية و اقتصادية و اجتماعية ،وان الله تبارك وتعالى قد أغنانا بحلاله عن حرامه ،وبمايسره من الدين على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم الذي حذر من التعدي على اموال الآخرين والاستيلاء على ممتلكاتهم او غصبها ،قال عليه الصلاة والسلام (كل المسلم على المسلم حرام ،دمه وماله وعرضه). وقال صلى الله عليه وسلم :(من غصب شبرا من الأرض طوقه الله من سبع ارضين يوم القيامة). وعليه فلا يجوز لأحد ان يسلب أملاك الناس أو عقاراتهم أو أموالهم بالغصب أو بالمنصب أو بالاحتيال فالشريعة الإسلامية تجرم ارتكاب هذه الأعمال الخطيرة المخلة بنظام الجماعة المسلمة، ويجب أن يلقى المعتدي جزاءه الصارم الرادع له ولأمثاله بعد رد العين المغصوبة منه ليتناهى الآخرون عن الإقدام على ارتكاب مثل هذا الجرم والله الهادي إلى سواء السبيل. [email protected] @alkhulifi55