القيادة في مفهومها هي القدرة على التأثير وتحفيز الأفراد لتحقيق إستراتيجية محددة بمهنية وكفاءة وفاعلية، ويعد التوجيه هو الجوهر في عملية القيادة، فالقائد الناجح يصوغ الرؤى للمستقبل آخذاً في الاعتبار الصالح العام ويضعها فوق رغباته واحتياجاته الشخصية، فينصب ولاؤه للمنشأة التي يعمل بها ولرؤسائه ومرؤوسيه، وأن يتميز بالحماس والرغبة والنضج الكافي للتمييز بين المهم والأهم وغير المهم للمنشأة وهو الذي يبث الثقة لدى مساهميها والعاملين بقدرته الدائمة على اجتياز العثرات التي قد تواجه المنشأة وإيصالها إلى بر الأمان عندما تواجهها رياح عاتية قد تعرقل أداؤها. كتب الأستاذ "علي الخبتي" مقالة عن "الإنجاز بين عقل المدير وبيروقراطية النظام"، تساءل فيها: هل يتوقف الإنجاز على عقل المسؤول الأول الذي يتربّع على رأس هرم الجهاز أم على النظام الذي يُسيِّر ذلك الجهاز؟! وأشار إلى أن التحجر الفكري الذي يصيب عقول بعض القادة هو الذي يشل حركة التقدم.. وتساءل: "هل إنجاز طموحاتنا متعلق بأزمة الأنظمة أم أزمة العقول"؟! ووصف القائد بالعقل المدبر القليل التساؤل، يعمل بهدوء وبخطوات ثابتة وترى إنجازاته تسبق تصريحاته وليس من ثقافته التبرير وخلق الأعذار. "هل القائد يصنع أم يولد"؟ لقد اختلف العديد من المتخصصين حول هذا المفهوم حيث يرى البعض أن القيادة موهبة والبعض الآخر أكد أنها فن يمكن اكتسابه بالتعلم والممارسة المهنية في حين يرى البعض أنها كليهما معاً فتارة تكون فطرية وأخرى مكتسبة. فالبعض يهبهم الله صفات قيادية، حيث ورد عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للأحنف بن قيس رضي الله عنه (إن فيك خصلتين يحبهما الله "الحلم والأناة" فقال الأحنف: "يا رسول الله أنا تخلقت بهما أم الله جبلني عليهما؟ فقال: بل الله جبلك عليهما، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خُلقين يحبهما الله ورسوله). همسة: يقول أحد الحكماء عندما تطرق على برميلين: أحدهما مليء والآخر فارغ فالذي يصدر صوتاً أعلى هو الفارغ.. والله من وراء القصد. [email protected]