البارادايم Paradigm هو النموذج الفكري أو الإدراكي للإنسان، ويُعد نظارة العقل.. ونظام التفكير لديه، كما يمثّل العدسات التي يرى فيها العالم بصورة ذهنية موسعة، وهو متغير في كل مراحله؛ ممّا يجعل الإنسان يرى الأمور على غير حقيقتها، وهذا من أهم أسباب اختلاف البشر. واصطلاحًا هو مجموع ما كونه الفرد من خبرات وثقافات طيلة حياته رسمت بداخله الحدود التي ينتهجها، وطريقة تصرفه في المواقف المختلفة التي يواجهها، وبذلك يصبح لكل إنسان صورته الخاصة، أو (بارادايم خاص به)، ويعد التفكير خارج الصندوق إحدى العبارات الشائعة التي تشبه البارادايم بالصندوق؛ لكونه يمثل العلم المعتاد لدى الإنسان. ثمة شركات تعاني مشاكل جمة في رسم رؤيتها المستقبلية وأهدافها الإستراتيجية لمنشآتهم بسبب رعونة بعض أفرادها بالتفكير (خارج الصندوق)، فبعض تلك المنشآت مازالت تنتهج أسلوبها القديم (الذي عفا عليه الزمن)، وآخرون يفتقدون الرغبة في التحديث والبحث عن ما هو جديد. تعدد الآراء وتنوّعها ظاهرة حضارية إيجابية ينبغي أن تكون محل تقدير النظم الإدارية ورعايتها، والانفراد بالقرارات والآراء يؤدي إلى حالة من عدم الرضا والتذمر، وبالتالي يؤثر ذلك على مستوى الأداء والإنجاز، وهذا حال كثير من المنظمات بشتى أنواعها، رسمية كانت أم أهلية. لذا فالقادة الأذكياء ينتهجون سياسة الرأي الآخر، أو وجهة النظر البديلة بجهازهم الإداري لتحقيق طموحاتهم، والنهوض بمنشآتهم، ومن ثم الاعتماد على تلك الكوادر الطموحة الذين أثبتوا قدرتهم على التصرف السليم؛ لكي يحسن القائد إدارة الحوار البناء داخل المؤسسة، ويسهم إسهامًا فعّالاً في إكساب الموظفين احترام الرأي الآخر لابد له من أن يبدي هو نفسه تقبّلاً للرأي الآخر، واعترافًا بشرعيته وحقه في الوجود، وإلاّ انطبقت عليه مقولة (فاقد الشيء لا يعطيه)! وللأسف أغلب مديرينا لا يجيدون مهارة تقبّل الرأي الآخر، والكثير منهم لا يملك رؤية تطويرية تنسجم مع المشروع الإصلاحي والتطويري. همسة: يقول الروائي الشهير «غابرييل غارسيا» لقد تعلّمت منكم الكثير أيّها البشر.. تعلّمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سر السعادة تكمن في تسلّقه. [email protected]