حين اختط النادي الأدبي بالباحة موضوع الرواية كملتقى سنوي يخصه فإن ذلك جاء بعد تخطيط ودراسة كي لا يكون نسخة مكررة من فعاليات ونشاطات أندية أخرى، واستهل ملتقاه الثقافي الأول بعنوان (الرواية وتحولات الحياة في المملكة العربية السعودية) ليكون مؤشرا إيجابيا ودافعا قويا للاستمرار في توسيع دائرة الموضوعات الرئيسة والمحاور الفرعية إثراء لهذا الجنس الأدبي الذي استحوذ على اهتمام شريحة واسعة من المجتمع وأتى الملتقى الثاني (الرواية السعودية مقاربات في الشكل) بحضور عدد من النخب النقدية والروائية والثقافية المتخصصة من داخل المملكة وخارجها، وخرج النادي بحصيلة مثمرة في إصدار ثقافي أصبح مرجعا لعدد من الدارسين في مجال الرواية وفي الملتقى الآخر الذي انتهى قبل عدة أيام بعنوان (تمثيلات الآخر في الرواية العربية) خرج المشاركون بانطباع جيد سواء من حيث التنظيم أو الثراء المعرفي من خلال الأوراق العلمية المعمقة التي طرحها الناقدون المتخصصون، وتميز الملتقى أيضا بحضور خمسة من النقاد العرب تم اختيارهم بعناية فائقة.والنجاح إي نجاح لا يتحقق إلا بعد استيفاء عدة شروط. أولها : استشعار مجلس إدارة النادي الأدبي بالباحة الدور الثقافي والأدبي المهمين الذي يضطلعه المثقفون والمثقفات سواء داخل الباحة أوخارجها.. ثانيا: منظومة العمل التعاونية إذ ذابت المراكز الإدارية من أجل هدف واحد وهو إتمام نجاح الملتقي. ثالثا: تعريف الضيوف بالباحة باعتبارها أحد المواقع السياحية الجاذبة في وطننا الغالي، ويعد هذا من منظور إدارة النادي مهم جدا بل واحد من الأهداف الرئيسة. ويأتي الجانب المهم وهي الرعاية الكريمة من سمو أمير منطقة الباحة الأمير المثقف مشاري بن سعود بن عبدالعزيز الذي تضمنت كلمته ملامح تدل على عمق ثقافته وروعة توجهه في دعم ومساندة الثقافة والمثقفين ولم يتوقف دوره عن الرعاية الملتقى بل امتد اهتمام سموه إلى الاحتفاء بضيوف النادي ودعوتهم إلى تناول طعام العشاء في قصره العامر،وفتح باب النقاش معهم في حوار هادئ وواعٍ.وكلمته الضافية والتي اعتبرها البعض محفزا لمواصلة العمل الثقافي خدمة للثقافة والمثقفين ليؤدوا أمانة العمل بكل إخلاص.