ذكر القنصل العام للولايات المتحدةالأمريكية في الظهران السيد/ جوزيف هود أن بلاده قد أزالت جميع القيود التي تعرقل دخول السعوديين إلى الولاياتالمتحدة، وأن نسبة الزيادة في منح التأشيرات للسعوديين عام 2012 بلغت 60% مقارنة بالعام 2010م. أخبار جديدة قادمة من الشمال نحو الجنوب؟ ولكن ماذا عن الجنوب.. عن الفعل المماثل لدينا هنا في المملكة! لقد وقفت شخصياً على حالتين، وغيرهما كثير مما يشكو منها رجال الأعمال السعوديين عند رغبتهم استضافة نظراء أمريكيين. يقول كثير منهم لقد تبسطت الإجراءات إلكترونياً، لكن المحصلة تعطل منح التأشيرات، وتأخيرها في أحسن الأحوال بصورة ملحوظة تهدد الترتيبات التي تتم عادة بناء على فرضيات صدور التأشيرات في وقت معقول. شخصياً أعلم عن حالة رجل أعمال أمريكي مسلم طلب الحضور خلال إجازة (الكريسماس) ليجمع بين (الحج) و(بيع السبح)، وطلب مرافقة عائلته معه. حاول المستضيف السعودي جاهداً استصدار تأشيرات زيارة للرجل وعائلته، لكنها كلها ذهبت أدراج الرياح، مرة طلبوا منه الذهاب إلى الهيئة العامة للاستثمار، مع أنه لا دخل للهيئة إطلاقاً بالموضوع، ومرة قالوا إنهن النسوة المرافقات! سجلوا صلات القرابة مع أن القرابة واضحة من الأسماء، وفي صور الجوازات ما يدل. لكنه الروتين القاتل والبيروقراطية العتيدة. ولو أنهم قالوا منذ الوهلة الأولى: (لا يمكن) و(مستحيل) لكان الأمر أهون بكثير! بالله ماذا تتوقعون من زيارة رجل أعمال ناجح في الولاياتالمتحدة أو حتى رجل أعمال خايب؟ هل تراه يقتنص الفرصة كي يحل علينا ضيفا ثم يختفي في أزقة حي غليل أو متاهات الكرنتينة كي يصبح متخلفاً بامتياز! هل هذا يُعقل؟ ماذا لو جاء الرجل ومعه أسرته وقضى في المملكة أسبوعاً أو أكثر أنفق خلاله ما لا يقل عن 50 ألف ريال بين فندق فاخر كان محجوزاً مسبقاً (3 غرف على الأقل) ومطاعم شهية ومواصلات متكررة وربما عمرة وزيارة. أليست هذه السياحة التي أقمنا لها جهازا في حجم وزارة! بل هي السياحة في أرقى صورها.. زوار أغنياء يضخون في الاقتصاد ما تتولد منه وظائف للعاطلين وفرص للتجار والمتسببين وحراك طالما بشّر به الاقتصاديون. [email protected]