لن يكون مهما للغاية أن يعرف القاصي والداني نتائج استقصاءات اللجنة المشكلة من لدن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمراجعة جميع الأوراق المالية، ولا حتى الاطلاع أو تفصيل وتنقيح المستندات، وكذا الحال للتقرير المالي، قدر الاهتمام بحصر وتثبيت الديون المستحقة على الاتحاد، لأجل أن يعلم الجميع أن (هم) العميد زال، وشوكة الخاصرة التي تؤرق الإدارات ستغيب إلى غير رجعة، فقد ثبت بالبرهان القاطع والدليل الدامغ أن التسهيلات السابقة والتغاضي عن الكثير من الأمور لا يساهم سوى في الحل الوقتي، وهو ألم وعذاب لكل إدارة قادمة، ومن العدل التخلص منه، فالوضوح سمة من سمات العمل الناجع وإدلال للجو الصحي المفترض أن تعيشه الأندية، لا سيما أننا بتنا بين ليلة وضحاها على أعتاب الخصخصة، وهو أمر لا غنى عنه شئنا أم أبينا، ولا بد من تصفية الشوائب، لأن الأمر الشفاف يخلق العمل الناجح، وكفى ما لحق بالاتحاد، ولم يسلم غيره من هذه المصائب، ومتى استفاقت الأندية من تراكمات ديونها وعرفت الشلالات الصحيحة لمداخيلها المالية باتت أكثر قدرة على التألق والعمل بانتظام، لأن الأمر سيتعمق في الشأن التجاري والاستثماري، ولن يكون للهبات والعطايا دور بعد ذاك.. وقد يكون ترشيح الإدارات أكثر صفاء، ولا مكان لمن هم خلف الكواليس، ولا لمنة الشرفيين، وبالتأكيد سيغيب أسلوب (الشحاذة) المغلف بالمنة وحب التسنم، وسيكون حساب وسندات وأرباح واستثمارات ودخوليات ومقبوضات، وعُهد وأمين صندوق ومحاسب قانوني يتمدد للجرد وقت شاء، ولا مكان للسمسرة، ولا للتنفع، وسيغلق باب الأخذ والرد، وإلقاء التهم جزافا، ونكون بذاك في صف المحترفين بحق وحقيق، وقد نرى مجددًا اتحاد السنوات الماضية يعود كبيرًا كما كان، وليس لأحد القدرة على التلاعب بمصيره أو مصير جماهيره، وحتمًا ستتفتق قريحة الجماهير للمساهمة في أن يكون ناديهم في القمة من خلال مشاركة رسمية تعود بالنفع، وليس عبر التنازل عن (مقسومه من الأكل) أو من خلال وديعة (مرتجعة) لا تسمن ولا تغني من جوع، وللحقيقة بعد اجتماع الشرفيين وتنصيب المرزوقي، أرى كغيري أن الأمور تسير في الطريق الصحيح.