عندما يجتمع المثقفون فإن كل منهم يحاول أن يبرز قوته ويفتل عضلاته، ولسان حاله يقول أنا هنا أو كما يقول المثل المصري «يا أرض اتهدي ما عليك قدي».. وطالما المرء لا يرى الا نفسه فهو بكل تأكيد لن يسمع أو يفهم إلا نفسه لذلك نجد أن حوار المثقفين عادة ما يكون «حوار طرشان».. وهذا الحكم ليس عاما على الجميع لكن يصاب المرء بشيء من الحيرة وهو يرى ويسمع ويقرأ لهؤلاء المثقفين، وعندما يجد الجد ويحمى الوطيس نجد أن كل منهم يتمسك برأيه وينسى مبادئ الحوار التي يتشدق بها، ويدعو إليها ليل نهار، مثل فهم الطرف الآخر وتفهم وجهات النظر المخالفة ويدعو إلى حسن الظن وتقبل النقد وغيرها من قائمة أسس الحوار البناء.. لكنه مع الأسف ينساها أو يتناساها عندما يكون هو أحد أطرافها فلابد بأن ينتصر لنفسه ورأيه.. فهو «مثقف»... وقد اتضحت هذه الصورة وبجلاء مع انتشار وسائل الاعلام الاجتماعي، وتربع التويتر على الساحة.. ورغم محدودية الحروف والكلمات إلا أن المناوشات بين المغردين تتصاعد يوماً بعد يوم، وبالأخص مع التغيرات السياسية المحيطة والأحداث العالمية. وقد يفاجأ البعض بشخصيات كان يعُدها من النماذج التي يحتذى بها، إلا أن التغريدات وردودها قلبت الموازين لديهم.. فهذا يتلفظ بألفاظ بذيئة، وذاك ينتقص من أصل فلان وعلم علان، وهذه تسخر من تلك، الخ. ورغم كل ذلك، إلا أنني وجدت فيه ساحة جميلة لمعرفة الأخبار بشكل عاجل يفوق وسائل الاعلام التقليدية، وكذلك زودني بمعلومات جميلة عن الآخرين، وقرب المسافات بيني وبين صديقات لي في دول أخرى، لقد وجدت فيه متعة وفائدة. ليتنى نحسن التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة، ونستفيد من الآراء وتنوعها واختلافها، فهذه سنة الحياة وهذا ما يميز بني البشر، التنوع والاختلاف. [email protected]