استضاف برنامج الشريعة والحياة الذي تبثه قناة الجزيرة فضيلة الدكتور محمد عبدالمقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح؛ حيث وضح ضوابط السلفية بقوله: «السلفية هي اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فالله عز وجل تعبدنا بكتابه، والكتاب دل على حجية السنة، والكتاب والسنة دلا على حجية الإجماع، فالكتاب لا شك في هذا وكذلك السنة قد يقول قائل: ولماذا أضفتم في فهم سلف الأمة، فأقول مسائل الشريعة إما أن تكون مجمعا عليها أو مختلفا فيها إن وقع الإجماع على مسألة فلا يحل لمسلم أن يخالف هذا الإجماع قال الله تعالى: «وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا«، ولو تصور أن يخالف الإنسان سبيل جميع المؤمنين إلا إن كانوا قد اتفقت كلمتهم في مسألة على حكم ما، ونحن لا نعتبر السلفية حكرا على المنتسبين إليها بل كل الناس سلفيون في حقيقة الأمر أي إنسان يتبع هذا المنهج الكتاب والسنة ويسأل أهل العلم عن مذاهب السلف الصالح وما إلى ذلك نحن لا نحتكر هذه التسمية لكن الآن نحن صغناها في قالب معضد بالنصوص وأصول الفقه كي يكون الطريق واضحا، يعني مثلا لما نقول المسائل إما كان وقع عليها إجماع وقد ذكرت حكم هذه المسائل وإما هو مختلف فيها، فإن كان مختلفا في مسألة ما على قولين مثلا لم يجز إحداث قول ثالث فيها بعد ذلك لأنه لو فرضنا أن القول الثالث صواب فمعنى هذا أن الأمة أخطأت بأسرها الحق، ناس يقولون مثلا النقاب واجب وناس يقولون النقاب مستحب ثم يأتي بعد ذلك من يقول إن النقاب بدعة، لو كان قوله صحيحا لزم من هذا أن المجتهدين في العصور السالفة كلهم خالفوا واخطأوا الحق، من قال واجبًا أخطأ الحق ومن قال مستحبًا أخطأ الحق وهذا خلاف الأدلة التي دلت على حجية الإجماع وأن الأمة لا تجتمع على ضلالة وأنه لا بد من وجود طائفة في كل زمان تحمل الحق حتى لو كانت هذه الطائفة واحدا، روى الإمام مسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَالَفَهُمْ ولا من خذلَهم حِتْى يأتي أمرُ اللهِ وهُم على ذلْك» فلا يمكن أن يختفي الحق من الأرض بأي مدة من الزمن». وأضاف عبدالمقصود مبينًا أن تخصص رموز السلفية إما دراسة في الكليات الشرعية أو من اجتهادهم الخاص فقال: «هؤلاء الرموز منهم من تخرج في كليات دينية كانت دراسته دينية وتخرج في الكليات الدينية الأزهرية مثلا الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة وما إلى ذلك، لكن الكثير منهم اجتهدوا في تعلم أمور الدين من غير أن ينتظموا في كلية من كليات الشرعية، وأنا واحد منهم.