حسب مجلس الأمن فقد قتل ما لا يقل عن 60 ألف مواطن سوري في الحرب الأهلية الدائرة هناك هذا ما صرحت به نافي بيلاي المفوض من مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وإلى جانب عدد القتلى الذي وصفته بيلاي بأنه صادم حقًا، فقد حذر مبعوث الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي الأسبوع الماضي أن الصراع الطائفي الذي يجري على نحو متزايد يمكن أن يودي بحياة 100,000 شخص آخرين في سوريا في العام المقبل، دون أن تنتج عن ذلك بالضرورة نتائج حاسمة، وحذر الإبراهيمي من أن الحرب تمثل خطرًا كبيرًا ليس فقط للشعب السوري، ولكن لدول الجوار والعالم، وتوقع إن تركت الأزمة السورية دون حل، سوف تتحول إلى ما يعادل الصومال أي إلى دولة فاشلة مقسمة إلى قطاعات يديرها أمراء حرب محليين. ومن الواضح أن المقصود من هذه التقييمات القاتمة من قبل مسؤولين في الأممالمتحدة، هو تشجيع الجهات الدولية التي أخذت على عاتقها حل الأزمة، وذلك للعمل على نحو أكثر إلحاحًا لإنهاء الصراع، ويحذر الأخضر الإبراهيمى بأن الخيار هو بين إيجاد حل سياسي أو الانهيار الكامل للدولة السورية، مضيفًا: «إنه إذا كان البديل الوحيد هو الجحيم حقًا أو العملية السياسية، فإن كل واحد منا يجب أن يعمل بلا كلل من أجل العملية السياسية هذا ما كلف الإبراهيمي به نفسه»، لكنه يواجه نفس المشكلات التي عانى منها سلفه السابق الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، الذي استقال من منصب كمبعوث للسلام في سوريا العام الماضي. إن إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب في هذه المرحلة، حتى لو كان يتضمن انتخابات ديمقراطية -هو من المؤكد سيزيح الأسد من السلطة- وسوف يتطلب مع ذلك من المعارضة أن تتفاوض للحصول على مثل هذا التحول مع الأسد ونظامه، هذا الأمر سيظل صحيحًا إلى أن يتحول المد العسكري بشكل حاسم ضد النظام، أوأن المعارضة ستواجه خطر الانهيار الداخلي تحت وطأة الضغط العسكري والاقتصادي، لكن تحالف المعارضة الوطنية التي تشكلت في نوفمبر تشرين الثاني بدعم غربي وعربي يرفض بثبات إجراء محادثات مع الأسد، مصرًا على أن الإطاحة بالأسد شرط مسبق للمفاوضات. الثوار والمحللون الغربيين الذين يدافعون عن التدخل لإظهار المزيد من القوة ضد النظام ظلوا على ثقة بأن انهيار النظام بات وشيكًا، ويشككون في الدعوات للتفاوض. قال جيفري وايت المحلل السياسي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في أواخر ديسمبر الماضي: «يبدو أنه لم يبق للنظام سوى أسابيع معدودة قبل أن ينهار»، وأضاف وايت قائلًا: «وبما أن نهايته تقترب فإن حلفاءه ربما يسعون لإصدار نداءات يائسة لوقف إطلاق النار بوساطة الأممالمتحدة، لكن المتمردين لا يرون أي فائدة في هذا النهج»،