كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في جلسة مجلس الوزراء والتي أعلنت فيها الميزانية العامة للدولة للعام (1434/1435ه) كانت كلمة في غاية الأهمية مع أنها قصيرة وموجزة ومركزة، وهي نابعة من القلب وتدل على الحرص الشديد على المواطن ومصلحة هذه البلاد، ولا شك أن عبارة (الخير واجد) تبعث على التفاؤل والأمل الكبير في المستقبل، وهي بشرى طيبة، غير أنه من المهم ألا نفصلها عما ورد في كلمته - حفظه الله - من عبارات أخرى تشدد على أهمية الشعور بالمسؤولية في تنفيذ الأعمال وإنفاق تلك الأرقام الفلكية من الأموال في المشروعات والوجوه المعدّة لها، ولهذا جاء في حديثه - يحفظه الله - قوله (أقول لا عذر لكم بعد اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، واعلموا بأنكم مسؤولون أمام الله - جل جلاله - ثم أمامنا عن أي تقصير يضر بإستراتيجية الدولة التي أشرنا إليها، وعلى كل وزير ومسؤول أن يظهر من خلال الإعلام ليشرح ما يخص قطاعه بشكل مفصل ودقيق). ولهذا فإن كل وزارة تحتاج لعمل جدول زمني لتنفيذ مشروعاتها مع وضع الخطط والبدائل والاحتياطات لكل ما يمكن أن يحدث خلال مرحلة التنفيذ، ولابد أن يشعر المواطن في كل قطاع من قطاعات الدولة مع نهاية العام أن ثمة شيئًا مهمًا وكبيرًا قد أنجز، لأنه من غير المعقول أن يقرأ الشعب ويسمع الأرقام الكبيرة للميزانية ولا يرى على سطح الأرض المشروعات والخدمات التي ما يتناسب مع هذا الحجم الضخم من الميزانية الكبيرة، ومن المؤكد أننا نعيش فترة رخاء وأمن واستقرار وتنمية، ومن المهم أن نستشعر الأخطار العالمية التي قد تتأثر بها سلعة النفط وهي المورد الأول والأساسي للمملكة مما يؤثر على حياة الناس وخطط التنمية مستقبلًا، ويبدو أننا اليوم على يقين من أننا إن لم نستكمل البنية الأساسية للمشروعات الكبرى والخدمات الضرورية في هذه السنوات فإننا نكون قد أضعنا فرصًا ثمينة قد لا تكرر، فهل نحن فاعلون.