* جميل أن نرى بعض مناطق بلادنا في الآونة الأخيرة تتنافس في إقامة المهرجانات لبعض منتوجاتها الزراعية.. ففي القصيم يقام سنويًا مهرجان التمور وفي الجوف زيت الزيتون وفي جازان والقنفذة مهرجان المانجو وفي تبوك مهرجان الزهور وفي العرضية الجنوبية مهرجان العسل بأشكاله ومسمياته وفي الطائف مهرجان الورد الطائفي والعسل. * وقد أظهرت فعاليات هذه المهرجانات جودة المنتوج المحلي ونجاح المهمة الزراعية.. الأمر الذي يحدونا للاهتمام بالزراعة والمزارعين في تلك المناطق وإيقاف الهجرة المستمرة من القرية للمدينة والتي هي من أسباب هجر الزراعة وتوقف منتجاتها في بعض المناطق.. فقبل 20 سنة كانت احتياجات أسواق الطائف ومكة تغطى من منتوجات الزراعة في القرى والهجر المشهورة بالزراعة في الطائف كالعنب والرمان وغيرها ومع قلة الأمطار وهجرة المزارعين توقفت الزراعة في هذه المناطق وأصبح موجود السوق منها يأتي من دول خارجية وبشكل متقطع. * لقد اهتمت الدولة- أيدها الله- بدراسة الهجرة من القرية للمدينة وتأثر الزراعة وغيرها من أسباب عدم الاستقرار في القرية وذلك ببحث دراسة توطين الوظائف وفتح المعاهد الصناعية والكليات لاستيعاب الخريجين والخريجات من أبناء القرى المهاجرة.. وكذا تشجيع الزراعة والمزارعين على مزاولة الزراعة عن طريق القروض وحماية المنتج المحلي مما يماثله خارجيًا.. إلا أن الهجرة من القرية للمدينة في معظم المناطق لازالت مستمرة وخاصة منطقة الطائف فالزراعة في المناطق التي كانت تغطي حاجة السوق زراعيًا توقفت والموجود منها عن طريق محميات ضئيلة لا تفي بحاجة السوق. * لقد كان الاعتماد على موارد المعيشة في سالف الأيام على الزراعة ومنتوجاتها الوفيرة آنذاك؟ لذا كان لزامًا علينا أن نهتم بالزراعة ونعيد إليها سابق عصرها الزاهر.. ولن يتأتى ذلك إلا بالحد من هجرة سكان القرى وكذا تشجيع المزارعين ماديًا وتقنيًا وحفر الآبار وإقامة السدود ومنح الجوائز للمبرزين في مجال الزراعة. * إن اهتمام الدولة بهذه الناحية من مقومات النهضة التي تعيشها بلادنا والزراعة من أهم الركائز التي تعتمد عليها الدولة "أي دولة" في حياتها الاقتصادية والمعيشية.. فهل للجهات المعنية بدراسة هذه الظاهرة ومنها مجلس الشورى والحوار الوطني الاهتمام بذلك والخروج بنتيجة فاعلة؟، فقادم الأيام يؤكد علينا العناية بذلك أيّما عناية.. وبالله التوفيق. ص.ب 101 الطائف فاكس 7430491