ينطلق مساء اليوم مهرجان المانجو بمنطقة جازان في دورته السابعة ، وسط احتفاء رسمي وشعبي كبيرين بهذه المناسبة السنوية التي صارت تقليداً يهدف الى ابراز زراعة المانجو وتنشيط الحركة السياحية في المنطقة. وأوضح المدير التنفيذي لمجلس التنمية السياحية بمنطقة جازان رستم الكبيسي ل" المدينة" أن مهرجان المانجو في العام الحالي سيكون مهرجانا تسويقيا بالدرجة الأولى ،عقب الانتهاء من المشاركة في مهرجان الجنادرية ، وسينطلق عبر المولات التجارية ليس فقط في جازان بل في 34 سوقا على مستوى المملكة معبرا عن ثقته في جودة المانجو في جازان . وأضاف أن المهرجان يسعى إلى تحقيق أهدافه المرتكزة على تنمية الفكر التسويقي لدى مزارعي المانجو خاصة وأن جلّ مزارعي المانجو في المنطقة هم من المزارعين الأفراد حيث لا تتوفر بالمنطقة حاليا شركات كبرى لإنتاجه وتسويقه رغم العائد الاقتصادي الكبير . ووفقًا لمدير فرع الزراعة في محافظة أبو عريش المهندس علي شمس فإن زراعة المانجو في منطقة جازان بدأت في العام 1402ه وجرى توزيع التجارب الناجحة على المزارعين في العام 1410ه ،وبدأ انتشار زراعة المانجو في محافظة أبو عريش وبقية المحافظات خاصة محافظة صبيا وتضم المنطقة حاليا 400 ألف شجرة مانجو . تمثل الحيازات الزراعية الصغيرة الموزعة بين عدد كبير من الملّاك واحدا من العوائق الاستثمارية أمام التوسع في زراعة المانجو إلى جانب تردد رؤوس الأموال الكبيرة في اقتحام هذا المجال رغم الجدوى الاقتصادية الكبيرة فيما يعد ضعف الفكر التسويقي لمدى مزارعي المانجو الأفراد الحاليين عائقا استثماريا آخر. ويسعى مهرجان المانجو إلى تجاوز كل تلك العوائق والعمل على التعريف بمميزات زراعة المانجو واستقطاب مستثمرين كبارا والترويج بشكل عام للزراعة في المنطقة. من جهة أخرى يشتكي عدد من المزارعين من ارتفاع تكلفة إنتاج وزراعة المانجو واصفين إياها بالزراعة المتعبة حيث تتطلب زراعة شجرة المانجو خمس سنوات منذ بدء الزراعة وحتى مرحلة الإنتاج . وقال مجدي محمد شتيفي (مزارع): هناك العديد من المشكلات التي تواجه مزارعي المانجو والتي من أبرزها قلة المياه بسبب عدم فتح مياه سد وادي جازان موضحا أن كثيرا من المزارع شرق محافظة أبوعريش بدأت تنضب نتيجة شحّ المياه إذ يتم الاعتماد على مياه الآبار السطحية في الرّي . وأضاف أن فرع وزارة الزراعة لا يألو جهدا فيما يتعلق بالآفات الزراعية التي تصيب الأشجار حيث تقوم الفرق الزراعية بتوفير المبيدات اللازمة وتوفير العلاجات المناسبة. واشتكى شتيفي من مشكلات في التسويق التي تمثل عائقا كبيرا أمام المزارعين بسبب عدم توفر عدد كاف من شركات التسويق مما نضطر معه إلى جلب منتجاتنا من المانجو إلى حلقات بيع الفواكه حيث يكون التحكم هناك للعمالة الوافدة التي تعمل على تخفيض الأسعار كما نصطدم بنزول محصول المانجو اليمني قبل المانجو الجازاني إلى الأسواق. وأضاف : إن غزارة المحصول اليمني الذي يدخل المملكة يسبب حتما نزولا في الأسعار وبالتالي فإن العائد لا يغطي تكاليف الإنتاج . واشتكى مزارعون آخرون من عدم توفر العمالة الكافية في مزارع المانجو وقالوا في هذا الصدد :" مكتب العمل لا يسمح سوى بعاملين اثنين في مزرعة قد تصل مساحتها تحتاج على الأقل إلى عشرة عمال كحد أدنى موضحين أن العمالة الموسمية اليمنية غير مجدية بسبب قصر مدة العامل التي لا تتجاوز ستة أشهر وطول إجراءات الاستقدام محذرين من أن كثيرا من المزارعين ربما يلجأون إلى عمالة غير نظامية !. وأعرب المزارعون عن أملهم أن يعمل مهرجان المانجو على مناقشة تلك العوائق والعمل على الحد منها وتجاوزها بهدف تحقيق نقلة نوعية على مستوى زراعة المانجو في المنطقة والعمل على تأسيس واستقطاب شركات استثمارية كبرى سواء في مجال زراعة المانجو أو في مجال التسويق الذي يمثل مشكلة كبرى بالنسبة للمزارعين الأفراد .