ودّعت الساحة الفنية المصرية والعربية قبل أيام واحدًا من كبار مبدعيها وهو الفنان الموسيقار عمّار الشريعي، والذي توفي بالقاهرة عن عمر 64 عامًا تقريبًا، وشيعت مصر جثمان الموسيقار الراحل وتم أداء صلاة الجنازة على الفقيد داخل مسجد الحامدية الشاذلية بالقاهرة، وانتقل بعد ذلك إلى مسقط رأسه بمركز سمالوط في محافظة المنيا بصعيد مصر حيث ووري الجثمان الثري بناءً على وصيته، وحرص المئات من جمهور عمّار على التواجد والمشاركة في وداعه، واعتبر أكثرهم أن الراحل يمثل «روح مصر» موسيقيًّا، وعبّرت أعماله عنهم في بساطة ورقي. وكان عدد كبير من الفنانين والمثقفين قد توافدوا على مسجد الحامدية الشاذلية، حيث حضر محمد صابر عرب وزير الثقافة، والفنانون: صلاح السعدني ودلال عبدالعزيز وعلي الحجار، والموسيقار السعودي الدكتور عبدالرب إدريس، ومن الكويت حضر المطرب عبدالله الرويشد، ومن الإعلاميين بلال فضل وعمرو الليثى وأحمد شوبير، والمخرج محمد عبدالعزيز، ومدير التصوير محسن أحمد، والملحن صلاح الشرنوبي، والشاعر جمال بخيت، والسيناريست ممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية، والشاعر مصطفى كامل وكيل نقابة الموسيقيين. ونعى العديد من المسؤولين والفنانين المصريين الفقيد، وقال وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب: فقدنا قيمة ورمز فني كبير يصعب أن يتكرر، حيث كان إحدى العلامات الفنية التى شكلت ضميرنا الفني والثقافي وحتى الوطني خلال نحو أربعة عقود، وصنع تاريخًا فنيًا كبيرًا فى الدراما المصرية وحتى الإنسانية، مضيفًا: أنا من الجيل الذى عاصر عمّار الشريعى خلال المرحلة الجامعية، وأعتقد أنه حين يُؤرخ للفن المصري سيأتي ذكر عمّار كأحد الفرسان الكبار خلال هذه الفترة. وقال الشاعر عبدالرحمن الأبنودى في تغريدة له عبر حسابه الشخصى على «تويتر»: رحم الله فقيد مصر الغالي عمّار الشريعى وتغمّده الله برحمته وأدخله فسيح جناته. وقال المخرج السينمائي خالد يوسف: رحمك الله يا عمّار بكم حبك لخلقه وبحجم صفاء روحك وطيبة قلبك وبمقدار ما أثريت به وجداننا وأضفته لإسهام مصر الحضاري للبشرية. وأصدرت جبهة الإبداع نعيًا للموسيقار عمّار الشريعى، جاء فيه: تنعي جبهة الإبداع المصري إلى مصر كلها واحدًا من أبنائها الذين ساهموا في صناعة إبداع مصري خالص عبّر عن الإنسان والوطن، وواحدًا من صُنّاع وعي ثورتها الذين ساهموا بإبداعهم ونضالهم في دعم مسيرتها، إنه الفنان الكبير عمّار الشريعي. وأيضًا نعى عدد من الفنانين الموسيقار الراحل عمار الشريعي، ومنهم المطربة الشابة آمال ماهر والتى كان الموسيقار عمّار الشريعي بمثابة والدها فهو أول من اكتشفها وقدمها للجمهور ودعمها فنيًا، وقد كتبت عبر حسابها على «تويتر» قائلة: فقدت مصر رمزًا من رموز الفن وأنا شخصًيا فقدت أجمل وأطيب إنسان رأيته في حياتي وكان سببًا من أسباب وجودي في الفن، والدي وأستاذي الأستاذ عمّار الشريعي الله يرحمه ويحسن إليه. كما قالت النجمة التونسية لطيفة: رحل عاشق تونس وشعبها الموسيقار الكبير المصري عمّار الشريعي. بينما قال الشاعر أيمن بهجت قمر، والذي تربى على يد عمّار حيث كانت تربطه صداقة طويلة بوالده الشاعر بهجت قمر، قال: وفاة أستاذي وأبويا وعمي إللي فتحت عينيا في بيتنا وكان هو وأبويا وعم سيد من أسباب حبي للفن.. وداعًا يا أجمد وأطيب وأخف دم.. وداعًا يا كل حاجة حلوة.. وداعًا يا أستاذ عمار. أما الشاعر محمد عاطف فقال: النهاردة مصر والوطن العربي كله فقد قيمة موسيقية غالية جدًا كلنا حبيناه وعشقنا ألمه وفرحه وإحساسه وصوته وأنا شخصيًا حاسس إني افتقدت واحدا من أسرتي.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وداعًا عمّار الشريعي. ونعى الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، الراحل عمّار الشريعي، بعبارات فاضت بالأسى، واصفًا إياه ب «القامة الفنية الكبيرة»، وأن قلب الراحل ظل يعاني من المرض فترات طويلة، كما حمل بين جوانحه هموم وطنه. وأشار محمد سلطان إلى أن عمّار ساهم بشكل كبير في صناعة موسيقى هادفة لها لون وشكل في زمن انعدم فيه اللحن وتشابهت المعزوفات الموسيقية مع بعضها. وقال النجم مدحت صالح: عاشت النغمات ومات صاحبها.. رحمة الله عليك يا صديقي يا من كنت مثالا لمعنى العبقرية والتحدي، ذهبت إلى ربك الأعلى حيث الأمان الأعظم، ورحمك الله من رؤية المصري وهو يقتل أخاه المصري، ربما كانت هذه حكمة الله فكانت إرادته، اللهم أدخل عمّار الشريعي جناتك.. اللهم آمين.