افتتح في اليابان أمس السبت، مؤتمر دولي حول السلامة النووية يعقد في منطقة فوكوشيما، حيث أدى زلزال تلاه تسونامي إلى أضرار خطيرة في محطة نووية. وأكد رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر ورئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم يماني، أهمية المؤتمر، مشيرًا إلى أنه فرصة للتعرف على الآثار الفعلية لحادثة فوكوشيما وأخذ العبر والدروس المستفادة لمنها لتفادي تكرار وقوعها مستقبلاً من خلال تطبيق أعلى معايير السلامة خلال مراحل تصميم وإنشاء وتشغيل المفاعلات النووية، كما يشكل المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات بين الدول المشاركة ووضع أطر أكثر صرامة للإبلاغ المبكر بالحوادث والاستعداد لها. من جانبه، أكد وزير الخارجية الياباني كويشيروغيمبا في كلمته: «إن الهدف هو تعزيز أمن المنشآت النووية عبر تقاسم تجربنا ومعرفتنا». وشدد على أهمية استخلاص الدروس من كارثة فوكوشيما (شمال شرق) التي وقعت بعد تسونامي هائل. كما أكد أهمية التعاون الدولي للمهام الكبيرة على الأرض، وقال الوزير الياباني: «إنه بعد سنة وتسعة أشهر على هذا الحادث، ما زال هناك كثيرون يعانون لأنهم اضطروا للفرار ويعيشون في حالة قلق»، موضحًا أنه ولد على بعد كيلومترات عن المحطة وانتخب ممثلا عن المنطقة ويتفهم بصفته هذه آلام الضحايا. وأضاف: «إن لدى اليابان التزامات محددة في تفكيك المحطة وإزالة التلوث وإجراء الدراسات حول تأثير الأشعة على الصحية، لكن التعاون الدولي أساسي لأن كارثة مثل تلك التي شهدتها فوكوشيما يجب ألا تحدث في أي مكان»، وفي حال حدثت يجب التحرك بسرعة دوليًا. وكرر غيمبا: «بدون إحياء منطقة فوكوشيما لا يمكن إحياء البلاد». من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو: «إن الأعمال تتواصل في المحطة وتحقق تقدمًا كبيرًا لكن الأضرار كبيرة». ووعد بأن «تواصل الوكالة إعطاء الأولوية لحل مشكلة حادث فوكوشيما». وأكدت وزيرة البيئة والطاقة الفرنسية دلفين باتو: «إن فرنسا تعتبر أن شفافية أكبر وتعزيز الفحوص الدولية يشكلان مع الاستقلالية التامة لسلطات السلامة، أسسا لا بد منها لتحسين الأمان باستمرار». وأوضحت باتو أن فرنسا ستنشر الثلاثاء على الموقع الإلكتروني لوزارتها لائحة لمتابعتها الأعمال لتطبيق خطة في هذا الاتجاه تقدمت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وفي الوقت نفسه، نظم ناشطون معارضون لاستخدام الطاقة النووية مؤتمرًا دوليًا مضادًا «للخروج من النووي» في طوكيو، إلى جانب تظاهرات في العاصمة اليابانية وكورياما. ودفع الحادث النووي في فوكوشيما الذي يعد الأسوأ منذ كارثة تشرنوبيل (أوكرانيا) النووية عام 1986، حوالى 160 ألف شخص إلى مغادرة المنطقة وعزز موقع المعسكر المناوىء لاستخدام الطاقة النووية. ووقع الحادث بعد زلزال بقوة 9 درجات ضرب منطقة توهوكو (شمال شرق) وتلاه تسونامي على طول الساحل.