سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
" تَحْتَ القُبّة كُلُّ شَيءٍ مُبَاح" حديثُ مساعد رئيس مجلس الشورى، مَدْعَاةٌ لإعادة فَتْحِ ملف علنية الجلسات مِن جديد، فهي مِحْورٌ أساس مِنْ مَحَاوِرِ تنميةِ الإنسان، وتنميةِ الوطن
ما جدوى عَلَنِيّة جلْسات مجلس الشُّورى ؟ أتساءلُ بعد أنْ قرأتُ حِواراً مُطَوّلاً، مع مساعدِ رئيس المجلس (د. فَهّادْ مِعْتَادْ الحَمَدْ) أبدى فيه « دَعْمَهُ لعلانيةِ جلْسات الوزراء، الذين يَمْثُلونَ تَحْتَ القُبّة، مُحَمِّلاً بعضاً منهم مسؤوليةَ إحاطةِ جلْساتِ النِّقَاش بالسِّرِّيّة» وقال:» تحتَ القُبّةِ كُلُّ شيءٍ مُبَاحٍ، إلاّ ما يتعارضُ مع الدِّين، ونظامِ الحُكْم» (صحيفة الوطن ،17 محرم 1434ه، ص 17). ليسَ في نظامِ المجلس، ولا في لائحتهِ الداخليةِ، كلمةٌ واحدةٌ تُحْظِرُ علانيّة جلْساته، ناهيك عن جلْسات مناقشة الوزراء، في أداء الوزارات المسؤولين عنها، وأتذكّر أنّه في الدورة الثالثةِ للمجلس، التي كنتُ عضواً فيها، دارَ حديثٌ حول هذا الموضوع، وطُرِحَ آنذاك اقتراحٌ بتخصيص قناة تلفازية لهذا الغرض، وانتهتْ عضويتي في المجلس، ولا أدري أمَا زالتْ الفكرةًُ مطروحةً، أم تَمّ صرْفُ النّظَرِ عنها.؟ أعودُ للإجابة عن السؤال، ويمكنُ إجمالُ جدوى علانية جلْسات المجلس، في العناصر الآتية: (1) تعزيزُ مبدأ الشورى في المجتمع السعودي، والوعيُ بضرورة تأصيلِ هذا المبدأ، يتوقّفُ على مدى تأصيلهِ في الفكر والثقافة الاجتماعيين، وفي المَرْجِعيّة الحضارية بصورة عامة، في موازاةِ الدِّيمقراطية. (2)إطلاعُ الرأي العام الداخلي والخارجي، على ما يدور من نقاش حول قضايا داخلية تارةً، وخارجية تارةً أُخْرَى، من الواجب الاطلاع عليها، بوصفها حقاً من حقوق المُتَلَقِّي. (3) تُعَدُّ علنية الجلْسات، مصدراً مِنْ مصادِرِ أخْبَارِ المُتَلِّقي. (4) تعززُ علنية الجلْسات، عمليةَ الانتماء عند المواطن، التي تُعَرَّفُ بأنها» شُحْنَةٌ عقليّةٌ وجدانيّةٌ كامنةٌ داخلِ الفرد، تَظْهرُ في المواقف ذات العلاقة بالوطن، على مستويات مختلفة، وفي مجالات مختلفة». (5)ينتقي المتلقي من علنية الجلْسات، ما يتفقُ مع اهتماماتِه واستعداداته، في ضَوْءِ النظرية الإعلامية المعروفة (الانتقاءُ والتّعَرُّض) ٍٍ. أخلصُ مما سبَق إلى: أنْ علنية جلْسات مجلس الشورى، أصبحت الآن ضرورةً مُلِحَّة، فالمملكةُ العربيةُ السعوديةُ منفتحةٌ على العالَم، ولا شيء عندها تخفيه، والعالَمُ يرصُدُ كُلّ شاردةٍ وواردةٍ فيها، وكثيرٌ من الناس يتهمون المجلس بعدم الفعاليّة، وحديثُ مساعد رئيس مجلس الشورى، مَدْعَاةٌ لإعادة فَتْحِ ملف علنية الجلسات مِن جديد، فهي مِحْورٌ أساس مِنْ مَحَاوِرِ تنميةِ الإنسان، وتنميةِ الوطن، وما دامتْ هي كذلك، فالعلانيّةُ أفضلُ مِنّ السرية. [email protected]