سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزير تحت القبة أمام معالي وزير الصحة، مناسَبَةٌ قد لا تتكرر، ليقولَ كلَّ شيءٍ عن كلِّ شيءٍ، فالأمورُ واضحةٌ، ومن الصعبِ القَفْزُ على الحقائق والوقائع..
ساخِنٌ هُوَ اللقاءُ المقررُ اليوم (الأحد)، بين معالي وزير الصحة الدكتور "عبد الله بن عبدالعزيز الربيعة"، وأعضاء مجلس الشورى، حيث أُعْلِنَ أنَّ معظمَ الأسئلةِ الموجهةِ لمعاليه تدورُ حوْلَ: أداء الوِزَارة، والمشروعات الصحية المتعثّرة، والانتقادات الموجّهة من هيئة مكافحة الفساد، والأخطاء الطبيّة القاتلة، وقصور الأداء في المراكز الصحية البعيدة، والمستشفيات المُهْمَلَة، ومدى توافر الأدوية، والعلاج في الخارج، ومستوى الأطباء، وتوافر الأدوية، والكوادر الصحية، وتعيين خريجي المعاهد الخاصة، وسعودة الوظائف الطبيّة المعاوِنة. أمّا كاتبُ هذا المقال فيتمنّى تحقيقَ أربعِ أمنياتٍ: الأولى: أن يتّخذَ معاليه قرارًا شُجاعًا، بأيِّ شكلٍ من الأشكال، لإنقاذِ الوضعِ الصحيِّ المتأزمِ في المجتمعِ السعوديِّ، فالإنفاقُ الماليُّ المتعاظِمُ على قطاعِ الصحةِ، يقتضي أن يكونَ له مردودٌ، يبددُ رداءةَ الخِدْماتِ الصحيةِ، في مناطق المملكةِ، ومحافظاتها كافة. الثانية: إخراجُ الناسِ من دائرةِ المخاوفِ، والقلقِ، والإحباطِ، الناجمِ عن الأداء غير المأمول لوِزَارة الصحة، إلى دائرةِ الأمنِ، والأمانِ، والاستقرارِ النفسيِّ والصحيِّ. الثالثة: وقْفُ إهدارِ المالِ العام، في مشروعاتٍ ثبتَ أنّها عاجزةٌ عن تلبية حاجاتِ النّاسِ، من منطلقِ القرارِ الرشيدِ، وبمعزِلٍ عن البيروقراطية. الرابعة: ألاَّ يخرجُ اللقاءُ بِمِسْحَةٍ من التشاؤمِ، ففي غَمْرَة التطلُّعاتِ التنمويةِ الطَّموحةِ للقيادةِ السعوديةِ، ليس بالأمرِ الصعبِ الحصولُ على خِدْماتٍ صحيةٍ راقيةٍ، إذا أُحْسِنَ استثمارُ المواردِ الماليةِ والبَشَرِيةِ. أمام معالي وزير الصحة، مناسَبَةٌ قد لا تتكرر، ليقولَ كلَّ شيءٍ عن كلِّ شيءٍ، فالأمورُ واضحةٌ، ومن الصعبِ القَفْزُ على الحقائقِ والوقائعِ، والاعترافُ الصريحُ بالأخطاءِ سِمَةُ المسؤولين الكِباَر، الذين يتحمّلون بشجاعةٍ مسؤوليةَ سوءِ الأداءِ، وليعذرني معالي الوزير إذا قلتُ: سفينةُ وِزَارةِ الصحةِ بَدَتْ مُضْطَرِبةً، فلا تمييزَ بين ما هو أوّلِيّات، وما هو حقوق وواجبات، فالسفينةُ مُنْغَمِسَةٌ في مسارٍ يبدو لي أنه مغلوطٌ، غَلَب عليه عدمُ الشعورِ بفداحةِ المشكلات، واستنزاف الجهود استنزافًا تَفُوقُ أضرارُهُ أحجامَه، ولأنّ وِزَارةَ الصحةِ -من وجهة نظر الكثيرين- مُنْفَرِدةٌ بِصُنْعِ القرارِ، فإنَّ هناك مَن يرى، أنَّ بعضها ينقصها العمق والتعمق، والارتجال، وبعضها الآخر لا يقدّر عواقب الأمور، فضلاً عن أن بعض مسؤوليها، لا يشعرون بخطورة الوضع الصحي، ولم يتبلور عندهم التصوّر للمنطلقاتِ، والأهدافِ، التي يجبُ أن تُحْشدَ لها كلُّ الجهودِ والأهدافِ، فالخِدْماتُ الصحيةُ مترديةٌ، وهذا تبديدٌ لجهودِ الدولةِ، وطاقات المواطنين، لذلك يظلُّ الارتقاءُ بالخِدْماتِ الصحية، مطمحًا، وهدفًا، ومحتوىً، ومرتكزًا أساسيًّا. تُرَى ماذا يقولُ معالي الوزير تحت القُبّة اليوم؟ فاكس: 014543856 [email protected] [email protected]