الزائر للعاصمة النمساوية فيينا لن تشغله كثيرًا حكاية البحث عن ليالي الأنس التي تغنت بها المطربة أسمهان في الأربعينات من القرن الماضي، ففي فيينا الآن إبداع وعمل وحركة دائبة لا تهدأ. وفي فيينا عاصمة الحياد السياسي النشط تمضي الحياة هناك بسهولة متناهية، فلديهم هناك نظام أشبه بنظام «حافز». وفي النمسا، يوجد حد أدنى للمعيشة، يبلغ نحو 700 أيرو.. فإذا انخفض دخل الفرد عن هذا المبلغ يعطونه إعانة اجتماعية تصل به للحد الأدنى، أما إذا كانت عائلة فيتم احتساب عدد الأفراد بحيث يعطى كل فرد 700 أيرو فإذا افترضنا أن العائلة مكونة من 4 أفراد تقاضوا 2800 أيرو وهكذا. والوظائف في النمسا تتم عن طريق مكتب العمل، فإذا احتاج أي مصنع أو شركة عمالًا، يتم الاتصال مباشرة بمكتب العمل لتوفير العدد اللازم.. ومن ثم فإن أي عامل في النمسا مسجل إجباريًا في مكتب العمل الذي يعرف بطبيعة الحال عدد العاملين وعدد العاطلين، ومن ثم يباشر الدفع بالعاطلين لساحة العمل أولًا بأول. أما عن السكن فهنا نموذج أكثر روعة ونظامًا.. إذ يوجد سكن حكومي يستطيع أن يتقدم له أي فرد فور زواجه بل وبعد زواجه أيضًا.. فإذا كان هو وزوجته فقط حصل على مساحة 57 مترًا.. تزيد مع إنجاب أول طفل 10 أمتار ومع الثاني 10 أخرى بحد أقصى 104م.