خبت (الأزيب) وتباشر الحراث بمسرح النو، ودنا هطول المعينة ومرقال السيل، بعدما اكتست هامات الشراة بالنصوب ودوي هزيم الرعد ولاح برق الحيا! لكن هذا الحراث ومثله المئات، تحجرت في مآقيهم الدموع! منذ أن حرمتهم (وزارة النقل) من غناء نشيدهم السنوي العذب (واسيلاه) خمس سنوات ونيف جف فيها ضرع مواشيهم وأضحت أراضيهم الزراعية بلقعًا وبورًا!! ربما لا يعرف بعض القراء الأكارم المعنى الكامل فيما تقدم ذكره! ولذلك سنبسط المعنى ونوضح: فقد رجاني مجموعة من مزارعي (القوز والحبيل) بمركز القوز بمحافظة القنفذة، بث شكايتهم لعلها تبلغ من يهمه الأمر حيث تحولت أراضيهم الزراعية الطينية إلى التصحر الإجباري الذي تسببت فيه وزارة النقل بحرمانهم من نعمة السيل التي كانت أراضيهم تعانقه كل شتاء فتحيا به وتدر عليهم الخير الوفير، وجاءت شكايتهم المرة التي غصت بها حلوقهم مما مسهم بقرار منعهم من إقامة عقمهم الترابي المسمى (فاشق) على وادي يبة، الذي كان يحول ماء السيل عند إقامته باتجاه أراضيهم قبل أن تهدر مياهه في البحر الأحمر.! ولأنهم الآن في بداية موسم الحرمان السادس، يأملون تدارك ذلك الخطأ برفع الحظر بحق عقمهم، لاسيما وأن الحجة التي اعتمدت عليها الوزارة وهي تضرر طريق جدة القوز جازان، حجة لا دليل عليها البتة فمنذ ثلاثة عقود أقيم هذا الطريق ولم تسجل هذه الوزارة حادثًا ذا بال بسبب جريان السيل على الجزء من الطريق الذي يتوسط الأراضي الزراعية، بل إن الوزارة عند تنفيذها للطريق نفذت (33 فتحة) بطول (660 مترًا) إضافة إلى المزلقان الذي نفذته الوزارة نفسها إدراكًا منها آنذاك بأهمية سقيا هذه الأراضي..! فماذا جد في الأمر؟ وهل لفوبيا سيول جدة أثر نجم عنه فيما بعد منع المزارعين من إقامة عقم فاشق! لقد تعود شعب المملكة العربية السعودية أن تكون أجهزة الدولة رعاها الله في خدمة المواطن، ولهذا يرفع المزارعون المتضررون مناشدتهم بالسماح لهم بالإفادة من سيول وادي يبة باقامة عقمهم فاشق منهم في مسيس الحاجة لذلك. غازي أحمد الفقيه - القوز