يقف بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال وحيدًا في الساحة الفنية بالمملكة العربية السعودية من حيث اهتمامه بإبداعات الأطفال؛ ليس على مستوى المملكة فحسب بل كل أطفال العالم، فهذا البينالي الذي درجت المملكة على تنظيمه كل عامين اكتسب صيتًا واسعًا، وبات مقصدًا للأطفال والشباب للتنافس على جوائزه.. وفي دورة هذا العام التي رعاها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، بفندق قصر أبها وجاءت تحت شعار «ألواننا.. ترسم آمالنا» كانت المشاركة واسعة من أطفال العالم، حيث وصل عدد الأعمال المتقدمة للبينالي إلى 2000 عمل فني ما بين الرسم والأشغال من ضمنها مشاركات من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولم تقتصر فعاليات البينالي على عرض الأعمال الفنية؛ بل تعدى ذلك إلى إقامة عدة ندوات ومحاضرات، بالإضافة لورش النحت التي شارك فيها كل من النحاتين أحمد الرحيم، ومحمد الثقفي، وورشة للخط العربي أشرف عليها الخطاط إبراهيم العراف، فضلاً عن ورشة للفن التشكيلي قدمها فنانو قرية المفتاحة التشكيلية. حول تجربة هذا العام تحدث ل»الأربعاء» مدير البينالي صالح بن عبدالله العمري قائلاً: تقدم رسوم الأطفال الكثير من الدلالات؛ عن شخصياتهم وسماتهم الفردية وميولهم المستقبلية، كما أنها تتيح الفرصة المستقبلية للمخططين والباحثين في التربية لفهم طبيعة الطفل وتطورات مداركه الحسية، ويمكن بتحليلها فهم طرائق تفكيره وآماله وتطلعاته المستقبلية، لتكون أساسًا جيدًا عند وضع المنهج الدراسي له، ولهذا فهي من الوسائل المهمة التي يمكن الاعتماد عليها في تعديل بعض سلوكياته وغرس القيم التي تستهدفها تربيته، ومن هنا يأتي اهتمامنا في وزارة التربية والتعليم ممثلًا في الإدارة العامة للنشاط الطلابي، بتوفير الفرص للطلاب من خلال جملة من الأنشطة والبرامج، كمشروعات تربوية منهجية عند وضع خطة النشاط الفني، لذا فرسوم الأطفال واحدة من أهم المسارات الأساسية التي تبنى عليها خطة النشاط الفني المعتمدة للمدارس، وليسعني إلا أن أشكر كل الجهود المخلصة، وأشيد بالزملاء المبدعين في كافة اللجان العاملة في هذا البينالي. موسم للإبداع ويقول المنسق العام لبينالي عسير الدولي خالد فهد الشهري: يأتي بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال 2012 يقدم بعدًا من أبعاد أخرى للاستراتيجيات التربوية التطويرية لوزارة التربية والتعليم للوصول للمبدعين في الكثير من المجالات، وتقديم الدعم اللازم لهم من خلال برامجها التربوية وأنشطتها المنهجية، ويسرنا في اللجنة المنظمة للبينالي أن نفخر بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم واهتمام لهذه الفعالية ممثلة في رعاية صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير، وكذلك التوجيه والمتابعة من قبل سمو وزير التربية والتعليم حتى بات موسمًا للإبداع يترقبه الطالب والمعلم والمختص في فنون الطفل خاصة في المجال التربوي والأكاديمي. الفنانة وردة علي الرزوق قالت: تسعى الفنون في مختلف دول العالم إلى بناء شخصية الطالب والطالبة وتهتم المجالات التربوية الفنية لتنمية الجوانب الجمالية من هذا المنطلق وتحت شعار «ألواننا.. ترسم آمالنا» لهذا العام يأتي بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال 2012م برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير المنطقة ليقدم جهدًا مميزًا لبرنامج فني ضخم على مستوى المملكة وغيرها من الدول. ويحظى بدعم وتشجيع من وزارة التربية والتعليم ويشارك فيه عدد من الطلبة من مختلف الدول لتحقيق رسالة تنقل أماني أبنائنا بحث فني إبداعي لمشاركة المجتمع في تحقيقها ويتميز بتضافر الجهود والدور الكبير لإدارة التربية والتعليم بعسير دور بتنظيم ورعاية الفعاليات بنجاح يضاف إلى مصاف النجاحات التربوية والتعليمية لرفع علم الوطن الغالي إلى آفاق العالم بحس جمالي مرهف.