حول هذه القضية التقت «المدينة» ببعض الأشخاص فيقول منصور يحيى البيشي: للاسف كثر في هذا الزمن الفتن في جميع النواحي ونسأل الله العافية فمن خلال السفريات التي اسافرها خارج البلاد وجدت الكثير من المواقف التي تحاكي مثل هذه الظاهرة, هناك فئة يستغلون هذه اللحية بانهم مستقيمون وللاسف تجدهم خلاف ذلك، بل العجيب من ذلك انهم قد يسيئون لهذه الفئة وقد يحكمون الناس عليهم بتصرف شخص واحد على فئه كبيرة جدا, ويقولون انظراو هؤلاء هم «المطاوعة» يفعلون كذا وكذا، المرء عندما يشاهد الرجل الملتحي يشاهده بنظرة احترام وتقدير حيث انه يمثل رجال الدين وانه رجل حريص على دينه وافعاله وكلامه فهنا قد يحدث صدمة نفسية للاشخاص الذين يفكرون انهم سوف يسلكون طريق الالتزام، بلا شك هم محسوبون على الملتزمين وماهم بذلك يفعلون الخطا من الافعال التي لا ترضي الله ولا رسوله ويقتدي بهم الكثير من الناس في مجتمعنا للاسف الشديد. ومن جانبه يقول مساوى القيسي: في الحقيقة لا ناخذ الناس على ظاهرهم ولا ننقص من فئة الملتزمين ولا نزكيهم على الله ونحسبهم كذلك والله حسيبهم, نحن نعد افضل الناس هم الملتزمون ومجتمعنا يحكم على الشخص الملتزم بانه شخص سوي بل اغلب الناس قد يسأل في امور الدين «المطاوعة». ومن وجهة نظري ان الالتزام هو ان تحافظ على نفسك من ارتكاب المعاصي في الخفاء بينك وبين الله.. شاهدت الكثير من الشباب الملتزمين وهم يقعون في اخطاء جسيمة واسأل الله لهم العفو والعافية, اقول لهم ولا تجعل اول خطوة انك تربي لحيتك وتقصر ثوبك وانت في الحقيقة ينقصك الكثير من العلم والمعرفة بامور الدين فربما اول مشكلة تقع بك سوف تتذبذب وتعيش صراعا داخليا في نفسك وبالتالي تنتكس, ولعل السبب الرئيسي في انتكاس الكثير من الشباب هو انه لا يمسك نفسه عن المعاصي في الخفاء، ولا يجاهد نفسه عليها وبالتالي يصبح فريسة للشيطان ومن ثم الانتكاسة. أما وليد الحقوي طالب جامعي فيقول في الحقيقة انا صادفت شخصين في حياتي وكان غرضهما مصالح شخصية الاول كان في المرحلة الثانوية وكان يسعى للدرجات والتقرب من المدرسين الملتزمين وعندما تخرج من الثانوية انتكس واسأل الله له عودة جميلة الى الله، والثاني زميل لي وعندما سألته لماذا انت هكذا فقال انا وضعتها لكي تسبح لي وكذالك وجاهة امام الناس. وهذا قمة الخطأ يجب على الانسان ان يكون ثابتا على قيمه ومبادئه ولا يتلون باكثر من لون حتى لا يعيش في دوامة.. طريق الاستقامة محفوف بالعقبات والمجاهدة والمثابرة فعليك اخي الملتزم ان تثبت وتصمد امام الشيطان ومغرياته. قيما يقول الباحث الاجتماعي عبيد البرغش: الاستقامة كنز عظيم وثورة عظمى ومنحة ربانية واصطفاء رحماني يمتن الله بها على من أحب ولها حقوق وعليها واجبات ومن حق الاستقامة أن تحافظ عليها كما تحافظ على مظهرك وصحتك، ومن واجباتها أن تحفظ لها قدرها ومكانتها بفعل الواجبات والبعد عن مواطن الشبهات. وضد الاستقامة الانتكاسة ولن تأتي الانتكاسة حتى يضعف الإيمان ويقل ومن ثمّ تأتي مرحلة تسمى بالالتزام الأجوف ومعناه أي لا روح فيه وهو أن يكون ظاهر الشخص الملتزم الاستقامة لكنه من الداخل خواء وفراغ كبير. ولا يجد حلاوة للإيمان ولا طعما ولا لذة للعبادة كما في سابق الالتزام وبداياته ومن ابرز مظاهر الالتزام الأجوف: عدم الخشوع في الصلاة باستمرار، هجر القرآن, ترك الأذكار والأوراد, الكسل عن الطاعات, عدم تقبل النصيحة, كثرة الضحك, الانشغال بالملهيات, العشق، التعلق, حب الشهرة والظهور, كثرة المجادلة, الكسل وكثرة النوم, الهزيمة النفسية, التنازلات وتتبع الرخص, الحنين إلى الماضي, ضعف التربية الذاتية, حب الدنيا والركون إليها, الابتعاد عن مجالسة الأصدقاء الناصحين. وذكر أن الطرق العلاجية هي عدم التوسع في باب المباحات - الدعاء والإكثار من قول: (( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) - الابتعاد عن مواطن الشبهات - تشجيع النفس وتحفيزها على حب الطاعة. ويقول المستشار الاسري والنفسي سلطان العصيمي: هذه الاونة بدأت اشاهد بعض الشباب الملتزمين منهم المتقاعس ومنهم من سلك طريقا آخر والبعض بدأ بالانعزال عن الملتزمين دعونا نتحدث عن هذه الاسباب ونبين بعض الجوانب النفسية لهذه المشكلة وكيف تنشأ وطرق العلاج. اولا بلاشك أننا مأمورون باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في البداية اي شاب يقبل يريد ان يسلك طريق الالتزام يسأل نفسه ما هو الدافع الذي دعاني للاستقامة لانّنا نجد دوافع كثيرة للبعض إما لزواج او مآرب اخرى ونرجع ونقول انما لكل امرئ ما نوى ومن كان نيته للدنيا استكمل مراده فيتوقف عند ذلك الحد. الشباب الذي من الله عليه بالهداية يكون متحمسا ومقبلا اقبالا كبيرا على الطاعة وهنا اضع معادلة لتوازن الاستقامة (التوبة قوة دافعة - والعلم قوة ضابطه) لذلك في البداية يشعر الشاب بالاقبال على الطاعة وبعد مرور فترة من الزمن يجد ان هذه الهمة قلت او تلاشت فيشعر بالعجز وانه مقصر وانه لم تقبل توبته لذلك العلم هنا يساعد على فهم هذه الفكرة الخاطئة ان الايمان يزيد وينقص عند اهل السنة والجماعة ويستطيع التعامل معها الشاب. من اسباب الالتزام الاجوف الارتباط الشرطي للمجموعة فحين يكون مع المجموعة يسير بشكل ممتاز وعندما يخلو بنفسه يضعف، الصحبة بلاشك تعين ولكن المشكلة على الاعتمادية ولابد ان يكون للشخص برنامج خاص به لوحده وبرنامج اخر مع زملائه. وايضا من المشكلات القدوة والمربي البعض يلتزم مع شباب اقرانه ولا يكون له قدوة او مربي يوجه الى الطريق الصحيح فهنا يعيش بفوضوية في حياته لذلك لابد للملتزم من التربية الذاتية وان يدعو الله بالثبات والابتعاد عن الاماكن التي يذهب لها سابقا لان لها ارتباطا شرطيا وهنا تحصل الانتكاسة فيأتيه الحنين والاشتياق لماضيه. ويقول الدكتور موفق كدسة الغامدي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز قسم الدراسات الاسلامية إن الالتزام الأجوف هو أن ترى الشخص ظاهره الالتزام ومع ذلك عنده تقصير في العبادة أيا كان نوعها سواء بترك الفرائض أو أدائها على كسل وعدم لذة أو ترك النوافل أو كثير منها، إذا هذا هو معنى الالتزام الأجوف، يمكن أن نسمي هذا المرض في الحقيقة يمكن أن نسميه ظاهرة لأنه بدأ ينتشر عند كثير من الشباب. أما من اسباب الوقوع في الالتزام الاجوف فهو الوقوع في المعاصي ولا سيما الصغائر - التوسع في المباحات - انعدام المجاهدة وإيثار الراحة - اعتقاد أنه ليس بحاجة إلى الإكثار من العبادة - الرضا عن واقعه الذي هو فيه - عدم إدراك خطورة ترك العبادة أو التقصير فيها - عدم إدراك الأجر العظيم للمحافظة على العبادة - طول الأمل ونسيان الموت - كثرة المشاغل - التسويف - القدوة السيئة - عدم نصيحته من قبل الاخرين - اختلاط المفاهيم عنده. وقال كدسة إن العلاج لهذه الظاهرة هو تدبر القرآن والسنة وما فيهما من ثواب للطائعين وعقاب للعاصين - اجتناب الصغائر بقدر الإمكان - محاولة التوفيق بين زحمة العمل والقيام بالطاعات - مجاهدة النفس وتربيتها على الجد والحزم - ملازمة الجماعة والعيش في وسط صالح - الاستعانة بالله عز وجل فإنه يعين من استعان به - معرفة واجبنا في الدنيا واعتبار الدنيا مزرعة للاخرة - عدم الاغترار بأحد ولا بد أن تعرف أنك ستحاسب وحدك - قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير صحابته وسير السلف الصالح العباد العلماء - لا بد أن يتذكر الموت وما بعده من أهوال - ادع الله سبحانه وتعالى أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته ولا تقصر في الدعاء - لا بد من التقصير لأنه بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ليس هناك معصوم ولكن لابد أن نعرف أننا إذا أدركنا التقصير لابد أن نبادر بالتوبة وإذا أدركتنا الفترة لا بد أن نبادر أيضا إلى النشاط والجد في هذا المجال.