"ستتصرف مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وستمتنع عن دفع مساهماتها المالية للمنظمة بعد التصويت لصالح منح فلسطين العضوية الكاملة باليونسكو , وبالتالي فإن المنظمة سوف تخسر حوالي ربع ميزانيتها، وفي هذه الحالة سيصعب على منظمة اليونسكو أن تقوم بمهامها" .. هكذا جاء رد الفعل الرسمي الإسرائيلي الأول على لسان نيمرود باركان سفير إسرائيل لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» بعد أن صوتت اليونسكو لصالح منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين حيث وافقت 107 دول لصالح الطلب الفلسطيني من بين 173 شاركت في الجلسة، في حين امتنعت 52 عن التصويت، ورفضت 14 دولة، على رأسها الولاياتالمتحدة وألمانيا وكندا، الطلب الفلسطيني. ولم يمرّ وقت قليل على زمن التصويت إلا وراحت إسرائيل تبحث عن كيفية الانتقام من الفلسطينيين ومن اليونسكو وهو الأمر الذي يوضح فيما كتبته الصحف الإسرائيلية في اليوم التالي لفوز فلسطين بعضوية اليونسكو , حيث أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن الرد الإسرائيلي على هذه الخطوة سيتضمن تنفيذ بعض المقترحات التي تقدم بها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان وتتضمن قطع العلاقات الإسرائيلية مع منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة، والمضي قدما في مشروع البناء الاستيطاني في مناطق توصف بالحساسة مثل القدسالمحتلة والضفة الغربية .. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله"ما حدث في اليونسكو أمر غير بسيط، وينبغي التعامل معه بجدية" مشيراً إلى أن "إسرائيل سوف ترد بخطوة أحادية الجانب على هذه الخطوة التي عارضناها. ينبغي دراسة تداعيات انضمام الفلسطينيين، لأنها تزودهم بروح محفزة للخطوة الأحادية". أما صحيفة هآرتس فتحدثت هي الأخرى على ما ستقوم به إسرائيل من خطوات ونقلت عن مسئول إسرائيلي وصفته بأنه بارز القول إنه من المتوقع تقديم مقترحات متنوعة تهدف إلى اتخاذ تدابير عقابية ضد الفلسطينيين , تشمل هذه المقترحات إلغاء وضع "شخصية مهمة" (في أي بي) لمسؤولين فلسطينيين وهو الوضع الذي يساعدهم على المرور عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية، وكذلك زيادة بناء المستوطنات ووقف تحويل عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية. إن هذا الموقف يجعلنا نتساءل ماذا يضير الولاياتالمتحدة وإسرائيل لو حصلت فلسطين على عضوية منظمة مثل اليونسكو ، يحتل العمل من اجل السلام والتعايش بين الثقافات قمة أهدافها؟ فهل الولاياتالمتحدة ضد التعايش وحوار الثقافات والعمل من اجل عالم أفضل تسوده المحبة والتعاون والحفاظ على المخزون الثقافي العالمي؟ لا نعرف لماذا تكنّ الولاياتالمتحدة كل هذا الكم من الكراهية لشعب أعزل مظلوم مصادرة حقوقه، ومحروم من وطنه، ويتعرض للعدوان بصفة مستمرة مثل الشعب الفلسطيني؟! كذلك فإن ما تتوعد به إسرائيل يثبت أن أي محاولة من قبل الفلسطينيين من أجل اعتراف العالم بهم ستقابل بوقاحةٍ إسرائيلية وتكبر،، وكأن إسرائيل تتحايل الفرصة تلو الأخرى لتحقيق مآربها وتنفيذ مخططاتها التوسعية والاستيطانية في الأراضي الفلسطينية والقول بعد ذلك إن السبب في تلك الخطوات هو تصرفات الفلسطينيين وخطوتهم .. فهل تنفذ إسرائيل وعودها وتعاقب الفلسطينيين على أحلامهم بالاعتراف بهم ككيان حقيقي؟