اشتهينا رصيفًا، وحفنة دموع، لنمنح الشرايين لغة مخنوقة تدك صمت الجرح، وتشرب ماء القهر والتعب. من يمنحنا القدرة على أن نغلق نوافذ الضياء لنغمس تلك العيون بدمعتين وقصيدة؟!! من أحرق تلك الورود الغافية على مرافئ العمر؛ لنصوغ أغنية تخترق جدار الروح بذهول الحنجرة التي باتت لا تطلق سوى حشرجة الاحتضار السرمدي. يا عالم، اشتهينا أن نركض بحرية في غابة أرواحنا؛ ليسقط الحلم على جبين المطر مرتسمًا كوتر الجرح ساكنًا أرصفة الوجع، والخلايا تسح دمها ولم نشرق بالدمع بعد. لم نعد نبصر الحياة التي في أتونها باتت عيوننا ترشح بالأسئلة الصعبة، غيبتها مدن الضباب بقلوبنا الهشة، لمن سيفتح الفجر أبوابه؟ للتائهين في خفق الثواني أم للذين شردوا كالطيف في الفضاء تنسرب أصواتهم في مسامات الروح؟! آه كل ما في الوجود يوجعنا، والخوف يدوزن مواويلنا، والصهيل يحرقنا، والنوافذ المشرعة تبعثرت في المدى. من أين يأتي والخراب يسكننا؟ آه... من تقاسيم القلب وخطواته الملتاعة بدقاته السادية.. لا أحد يحتوينا، نكسر كل المرايا ونشعل ضحكة خريفية في أحداقنا المتعبة، ونشرد في دهاليز الحلم. والمسافة بين الصمت والصرخة هي أن يشتعل الحزن فأشعلوا رموش العين إن ضن القلب برعشة ولا تستسلموا..! لمى الناصر - الرياض