مثل كرتنا بالضبط، الحقيقة أحلى (شوي)، لا أحلى بمراحل، يعني الكهرباء مجانًا، الطرق 8 مسارات بلا زحام، ولا شاحنات، ولا حاملات غاز، إشارات المرور مبرمجة، يعني لا يمكن الضوء الأحمر يشتعل ما لم يكن هناك مركبات، وإن كان فإنها تسمح بفتح كل مسار كل 40 ثانية؛ حتى لا يمل الناس من الانتظار، ولا يتأخرون على... المستشفى! لا ليس المستشفى!! -الدوام! لا.. لا.. أي دوام رحم الله حالك؟!- يتأخرون على ماذا؟! يؤ.. على ال... مكان الذي يقصدونه وخلاص (يا حبكم للفضول)! المهم دعونا نتأمل النسخة المخفية من الكرة الأرضية، أهم شيء فيها المنازل، مساحتها 5000م فما فوق، 60% منها مسطحات خضراء، تسقى من ماء صحي فاخر؛ يفور عليها على هيئة زخات من نوافير، أو يهدر في أعاليها كشلالات نياجرا، والإنترنت لا تقل برود باند، ولا كنكت، ولا راوتر، إنترنت سريع، والمواقع وبالأخص التواصل الاجتماعي كل الأشخاص معروفون، ويسجلون بأسمائهم الصريحة، ويتم الدخول بنظام البصمة، وكل همسة فيها محسوبة، وكل تغريدة فيها مدروسة، يعني لا تقل تغريدات خفافيش تويتر، ولا فوضة (خشة بوك)، ولا حتى (خبيص) اليوتيوب! النسخة المخبأة من الكرة الأرضية؛ في كل حي فيها حديقة عامة تتنفس من خلالها شرفات المنازل ونوافذ المكاتب، فيقبل الناس على العمل بنشاط وحماس، ولا يوجد واسطة لأن كل الناس واسطة، والشواطئ تمتد لكل المنازل، كما تفعل شواطئ تركيا، كل بيت له نصيب من البحر، والأسعار بهوامش ربح معقولة ومنطقية، تدفعها وأنت تبتسم، وتدعو للخيّرين من رجال الأعمال، الذين وفروا لك الخدمات بأقل الأسعار، خاصة حين تتسيح داخليًّا، تكاليف إجازتك الداخلية كما لو كنت لم تغادر منزلك، كل هذا يجعل راتبك الجديد يصدر وقد تبقى ثلاثة أرباع الراتب السابق، ولهذا لست مضطراً للتشبث بالعمل الحكومي، ولا بدفع أبنائك للانتظار، بسهولة تستخرج سجلك التجاري، وتمارس نشاطًا مجديًا، أما المستشفيات إن مرضت -لا قدر الله وهو أمر مستبعد-، فلديك خياران إما أن تتكرم بالذهاب للمستشفى، وفي هذه الحالة يصرف لك الدواء وأنت في العيادة تستمع لنصائح طبيبك، أو تتصل بالخدمة الميدانية، فإذا بالطبيب في غرفتك يقول لك: ألف لا بأس إن شاء الله (عدوينك)! يتساءل الفضول أين نجد النسخة المخبأة؟! الله كريم! [email protected]