سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متقاعد أم “ابن عز " ؟! الإذعان للفظ التقاعد الموحي ب ( افتعال القعود ) يعني السلبية و الخمول و انعدام الإنتاجية و الإحباط و تراكم الأمراض التي تسببها ندرة الحركة
الذي سمى الحالة الإدارية للموظف حين يحال على المعاش ب ( التقاعد ) جنى كثيرا على هذه المرحلة من العمر الوظيفي ، و عمل بطريقة الإيحاء اللفظي على بث روح ( القعود ) و الانكفاء على الذكريات الحزينة بل و افتعال التهم لجهة العمل و إنكارها للمعروف ... و هلم دمعاً . فإيداع الراتب في حساب الموظف ( أستغفر الله ) أقصد الموظف السابق ، و هو متحرر من قيد الوظيفة و أوقات الدوام الرسمي و الخط الأحمر و الاستئذان و الروتين و المراجعين و الأعباء التي تأسره و تكبل خياله و إبداعه ، إيداع الراتب في هذه الحالة يعد أمنا جيدا من شأنه بعث روح التجدد و المغامرة و اكتشاف الذات و البحث عن مواهبها المخبوءة ، و التوقف عن التخلي عنها ، فالتقاعد يمنح الفرصة و الوقت لصقل المواهب و تلمس الميول ، و كثير من المتقاعدين الإيجابيين لم تبدأ حياتهم المنتجة الممتعة إلا بعد التقاعد حين قرروا البدء من جديد و اعتبار ما يسمى بالتقاعد ميلاداً جديداً . في كثير من الأحيان يبدو التحرر من العمل الرسمي مولداً جديداً حين نقرر رؤية النصف الملآن من الكأس ، لأن الفرص تبدو أكثر و أكبر لمباشرة نشاطات اختيارية ممتعة و ذات مردودات معنوية و مادية جيدة . فهي مرحلة لها جمالياتها ، و رأس الجمال الحرية ، فالوقت الحر للمتقاعد متاح للإرادة الكاملة و الخيارات الشخصية ، كتأليف كتاب ، و كتابة السيرة الذاتية ، أو الانضمام لجمعية خيرية أو جهات تطوعية ، العمل في مجال التسويق ، استثمار الخبرات السابقة في تأسيس مكتب استشاري لخدمة ذات المجال ، السفر للعبادة أو السياحة ، زيارة الأقارب ، منح الأسرة وقتاً أطول .. و غير ذلك . أما الإذعان للفظ التقاعد الموحي ب ( افتعال القعود ) يعني السلبية و الخمول و انعدام الإنتاجية و الإحباط و تراكم الأمراض التي تسببها ندرة الحركة ، ما يجعل المحال للمعاش يشعر بنهاية العالم و أنه شخص لا قيمة له و أنه لهذه يفتقد احترام الآخرين و تقديرهم له . ليت أن لفظ التقاعد لا يعود دارجاً ولا مستخدماً و يستخدم بدلا عنه لفظ أكثر إيجابية وأدعى للإلهام و البعث على الإنتاجية . و أستثني في الختام من هذا ذوي الرواتب التقاعدية المتدنية التي تجعل التقاعد معاناة و تؤجج سعير الحياة في صدور هذه الفئة ما يشغلهم عن التفكير و يغلق الآفاق أمامهم و يمكِّن الإحباط من السيطرة عليهم . [email protected]