لم يدر بخلد المعلم عبدالإله سالم المالكي أن فكرة تحويل المناهج التربوية المقروءة إلى ناطقة التي راودته هو وزوجته ذات مساء أن تلقى رواجًا بين المعلمين، وتحقق نجاحًا في بعض الفصول الدراسية، بل وقادته أخيرًا لاستلام درع التميّز في مسابقة إبداع معلم على مستوى محافظة جدة العام الدراسي المنصرم. وقال المالكي: عندما أعلنت إدارة تعليم جدة العام الماضي عن مسابقة (إبداع معلم) رُشحت من قِبل مكتب تعليم النسيم، وكان عدد المرشحين حوالى 300 معلم ومعلمة على مستوى محافظة جدة، وبعد التصفيات أصبح عدد المنافسين 30 معلمًا ومعلمةً، وفي المرحلة الأخيرة تم اختيار أفضل 5 معلمين للمنافسة على مستوى المملكة، وكنت أحدهم، وتم تكريمي بشهادة شكر وتقدير من مدير تعليم جدة الأستاذ عبدالله الثقفي، ونيل درع المسابقة. ويلخص عبدالإله -وهو معلم في مدارس الثغر النموذجية بجدة- فكرة المشروع بقوله: "هي عبارة عن برنامج إلكتروني تم تحميل المقرر الدراسي المعتمد من الوزارة فيه، وتحويله إلى ناطق، حيث يتم نطق المواد المكتوبة من حوارات وغيرها إلى مواد ناطقة، عن طريق إدخال الوسائط المتعددة منها على سبيل المثال: صوت القطار، صوت الطائرة، صوت إغلاق الباب، مع العلم أن مدة الدرس إلكترونيًّا لا تتجاوز (8) دقائق". وأضاف: تعود فكرة المشروع إلى عام 1431ه عندما قامت وزارة التربية والتعليم بتطوير المناهج التعليمية، عندها فكرت أنا وزوجتي -المعلمة في إحدى المدارس الابتدائية الأهلية- بتحويل ذلك المنهج المطور إلى إلكتروني ناطق لدعم الطلاب والمعلمين في عملية الفهم والاستيعاب عند الشرح. وقمنا بوضع خطة عمل تنفيذية، وأشركنا بناتنا معنا في عملية التسجيل، وبدأنا بمنهج (لغتي) كاملاً للصف الأول ابتدائي، وحوّلناه إلى منهج ناطق، واخترنا هذه المادة لأنها هي الأساس، فإذا تمكن الطالب من اللغة العربية فسيجيد باقي المواد". وزاد: "بعد أن فرغنا من منهج الصف الأول كاملاً قمت بتطبيقه في مدرستي، فوجدت قبولاً واسعًا من قِبل المعلمين، وكذلك الطلاب، كما قامت زوجتي المعلمة أيضًا بتطبيقه في مدرستها، ووجد كذلك قبولاً ونجاحًا منقطع النظير، إضافة إلى ذلك قام بعض المعلمين في مدارس مختلفة بتطبيقه بعد أن قمت برفعه على الإنترنت، وتم تداوله على قطاع كبير من المدارس في مختلف المناطق.