سألتنى سيدة «عجوز»: لماذا تحوّل زخات المطر شوارع جدة إلى برك ومستنقعات؟ ولماذا لا تشرب الأرض العطشى المياه سريعًا؟ وأين قنوات التصريف التي نادينا بها يوم مأساة الأربعاء الحزين -ومازلنا ننادي بها- متى حلّت علينا شمس كل أربعاء؟ وأخيرًا لماذا جدّة الجميلة من دون مدن العالم تجرحها الزخات، وتخيفها قطرات المطر؟ فأجبتها إجابة تخرج عن المألوف، ولا تلقى بتبعات المسؤولية على عاتق مسؤول، ولا تحمل البلديات والأمانات عبء الرد والتصريح، وقلت إننا كمواطنين نعيش ما يمكن وصفه مجازًا ب»فوبيا المطر»! ولا نتعامل مع خير السماء بثقافة ناجحة. حتى أننا بتنا نصرخ حتى ولو كانت القطرات قليلة هطلت لتصدّر لنا النسيم العليل. نصرخ خوفًا من عودة «الاربعاء الحزين»، عافانا الله من عودته المأساوية.. وأكملت: ليتنا نفرح بالزخات الجميلة، وندعو صغارنا للتمتع بقطع بردها الصافي. ليتنا نصالح المطر جالب الخيرات، وننسى ذكريات الأيام المفجعة. فاستدعاء المخاوف تقتل الأفراح وانتظار الخطر يحول بيننا وبين التمتع بنعم الجمال. جدة غير بزخاتها فاستقبلوها بحب. رشدددددددي