سربُ البياضِ يلوحُ اليومَ في الأفقِ بوقدةِ الشوقِ في أحشاءِ مستبقِ عنّت له من رؤى الفردوسِ أخيلةُ لاحت بوارقُها في صفحةِ الأفقِ وخالَ أن ثرى هذي الديارِ ذرى والنجمَ في الكونِ أثمارًا على نسقِ يسيرُ في الدربِ لا يهديه لاحبُه فالضوءُ سيّان للضاحي وفي الغسقِ تلفّعَ الضوءَ في أرضٍ مسالكها تجلو الظلامَ لذي لبٍّ بلا حدقِ يا مكةَ الخيرِ والأرواحُ ساطعةٌ مسرى الملائكِ في أفْقٍ وفي طرق أرضٌ يعانقها خطوُ النبيِّ ضحىً فتزدهي فوقَها الأرواحُ في حلقِ صاغت من الشوقِ أمواجًا على سُررٍ حريرُها الهمسُ في أسماعِ مرتفقِ والأخشبان يضمّان الورى حدبًا في نهرِ وحدتنا جذلاً وفي القلقِ وزمزمُ الثرُّ يروي ظِمْأ واردِهِ من عهدِ هاجر حتّى اليوم في غدقِ يا كوثرَ الأرضِ هل من رشفةٍ سنحت تروي الصَدِيَّ وهل كأسٌ لمغتبقِ؟ وكعبةُ الحسنِ ما أبهى مخاصرُها طوقٌ من النظراتِ اللُّهفِ كالنُطُقِ أرضٌ نسجتُ لها من أضلعي بُسطًا والنولُ أمشاجُه صدري إلى عُنقي والقلبُ ينبضُ فيها وهو خارجها كطائرٍ يرقبُ الرّوحاتِ في نزقِ هذي الرحابُ ليلثمَ عاشقٌ يدَها ويرتمي فوقَ حضنٍ بالشِفا عَبِقِ أرضٌ من التِبرِ لا تربٌ ولا حجر لكنَّ لمعتَه تخفى على الحَدقِ فإن توارى عن الأنظارِ معدنُه تبدو نضارتُه للباصرِ الحذقِ ومَن يرى من فؤادٍ كلّه بصرٌ فليلُه الضوءُ يجلُو عتمةَ الغسقِ ويرتوي من معينٍ قبل ترويةٍ وينهلُ الضوءَ من برقٍ ومن شفقِ حتى إذا حلّ في عرفاتِ اللهِ مؤتزرًا بمئزرِ النورِ ينسى سطوةَ الفَرَقِ ولامست راحتاه الخلدَ في ولهٍ ببسط نجواه نحو الخالقِ الشفِقَ أفاض منها وفاضَ الدمعُ في جذلٍ لأنه من مخاض اليوم جدّ نقي أتاكِ ياجمعُ في جمعٍ سعادته تخط في التربِ دربَ النورِ والألقِ ظلت أنامله ترعى حصاكِ دجىً كأنّه الدرُّ والمرجانُ في العُمقِ حتى أتى الخَيفَ في أنوارِ عاشرةٍ تعجُّ بالفرْحِ في عيدٍ على قلقِ رمى نوازعه للشرِّ فاتأدت منه البواعثُ نحو الكرهِ والحَنقِ وزالت العقباتُ الشمُّ خلفَ رؤى ترومُ ما ينجلى عن وهدةِ الفلقِ ومن سعت روحُه نحو الإله نجا مثل الذبيحِ فداه اللهُ في الرمقِ هذي الصخورُ صراعٌ قد تعاورها ليُذبح الشرُّ والخيرُ النقيُّ بقي كم تضحياتٍ نمت في عمقِ رغبتنا وكم صمودٍ على نبعِ الذبيحِ سُقي فأنبتت عبرَ أجيالٍ إرادتنا ليصمدَ الخيرُ دون الشرِّ و النزقِ ثم اشرأبت لأرضِ الخيرِ نظرتُه من عاش في الروضِ لا يخشى من الغرقِ يؤوب نحو (صلاح) الخيرِ ثانية ففي بطاحكِ طابَ النومُ للأرقِ وطافَ بالبيتِ حفّته ملائكهُ وقلبُه طافَ بالمعمورِ في الرفقِ ثم انثنى نحو سعي فازَ سالكُه وخابَ فيما عداه السعيُّ بالملقِ فمِن صفاهُ إلى مرواهُ فيض سَنَا والمأزمان أريجٌ ضاعَ بالعبقِ هنا السنابلُ تغدو ألفَ سنبلةٍ هنا المرابحُ تغري كل مرتزِقِ حيث الجنانُ لمن يشري بساحتها لا مَن شرى الربحَ بالدينارِ والوَرِقِ منازلٌ كيف لي أغدو وأتركها زرعتُ فيها فؤادي فارتوى عَرقي لكنَّ مَن ينشدُ المختارَ طابَ له عزمُ اللقاءِ وحثَّ الخطوَ في سبقِ ولاحَ بين مسارِ النورِ مأمله أن يوصل الخطو في ميمين من ألقِ كأنه طائرٌ أفراخُه سغبِت فطارَ في لهفةٍ من عزمِ مصطفقِ حثَّ الخطى نحو نبعِ النورِ في ولهٍ كأنّه ضَبحُ أفراسٍ على رهَقِ لاحت منائرُه في الأفقِ وائتلقت أناملاً وحّدت لا فُرقة الفِرقِ يا مسجدَ المصطفى هل سجدةٌ سنحت تجلو عن النفسِّ همَّ الضيقِ والقلقِ بجنبِ مضجعه الزّاكي ومسكنه حيث الملائكُ حفّت قبرَ خيرِ تقي لا تحرم الله مَن يرجو زيارته وبلّغ الحجَّ مَن يهفو على ومقِ واغفر لنا الذنبَ كم ذنبٍ يؤرّقنا لولا الرجاءُ لأودى المرءُ من شفقِ وجُد علينا بفردوسِ العلا كرمًا في صحبةِ المصطفى المختارِ ذي الخلقِ صلّى الإلهُ عليه ثم عترته بقدرِ أنفاسِ مَن أبْدعتَ من علقِ