رأى الشاعر في شوارع محافظة صامطة "موتوسيكلات" و"دبابات" قديمة بدون لوحات ولا أنوار تسير مخالفة للاتجاه يركبها متسللون يستعملونها أشبه بالتاكسي لبني جلدتهم مع توافر وسائل المواصلات المعتادة بالمنطقة مع السرعة الفائقة والمخالفات الدائمة فقال: شعورٌ لستُ أكتمه كمثل الدَّين في عنقي=صريح دون زخرفة سليفيٌّ .. بلا نمق=بريءٌ في عبارته عن التزييف والملق=فقد صارت مدينتنا مثار الخوف والقلق=وما ضاقت شوارعها ولا تشكو من الغرق=بل الأحوال في سعة وإن الضيق في الخُلق=فكم من سائق فطنٍ خبيرٍ فاهم لبق=يوصلُنا منازلنا ويعرف كل مفترق="ونيت" أو خصوصيّ لينفع كل منزنق=بأجرٍ لا يكلفنا مع الأوضاع متفق=تقاعد بعد خدمته ولم يصبر على الزهق=فقابلَنا أبو يحيى بشوشاً أدعج الحدق=غُصينٌ في عمامته من النعناع والحبق=شَمَطْريّ وريحانٌ يفوح عليك بالعبق=إذا ما الصيف ألهبنا يخفف ريحة العرق=وعاداتٌ لنا سلفت تعيش الآن في الرمق=من الأسلاف قد صبروا على الشدات والرهق=دلوك الشمس يرقبه وحتى ظلمة الغسق=فعيبٌ أن ترى رجلا إلى الإشراق لم يُفِق=وما كانت مطالبهم لتأتيهم على طبق=فما الداعي لدباب كما الصاروخ منطلق=يدخن مثل محرقة يشوّه منظر الأفق=بشكْمانٍ يُربّطه مع الجنزير بالخِرق=وأصوات مزلزلةٍ طوال الليل للفلق=ويُردف خلفه نفراً يدرّبه على السبق=ومن يوم إلى يوم يروح لسكة الزلق=ونشلٍ هكذا علناً على المكشوف في الطرق=نفوسٌ شينةٌ جُبلت على الإزعاج والنَزق=نماذجُ كيف نقبلها من المؤذين والسَرق=ترى في كل منعطف جماعاتٍ كما الفرق=عوامل هدم نهضتنا كثيرٌ .. آآآآه .. واحرقي =مفاسد ما عهدناها تصيب المرء بالأرق=مدينتنا تُصبّحنا مع الإشراق بالألق=وإن أمسَت تمسّينا بأنوارٍ مع الشفق=فلا تمشون في "زُغُطٍ" من الطرقات مختنق=شوارعها مسفلتة وأضواءٌ على نسق=فسنوا أي تنظيمٍ ليمنع َ شرّهم ويَقي=فإن الوضع منفلت لكل مشرّدٍ وشقي=سريعا صححوا غلطاً فصعبٌ رقعُ مُنخرق=وإلا فالذي قلنا كما حِبرٍ على ورق