أنتَ إن تحرِقْ وإن لم تحرقِ حاقد من أخمص للمفرقِ لستَ شيئا، ما عهدنا حسنا منكمو يا جحر جهل مغرقِ ربما فاض بك الحمق وهل من هدى يرجى لعقل الأحمقِ؟ صَهْ، وإن كنا عرفناك فما أنت إلا الصِّلُّ ذو السم النقي لست ترقى لهجائي، إنما أنتَ مأفونٌ خسيس المنطقِ ولماذا أرهق النفس إذا كنت من لؤمك لما تُرهَقِ ولِمَ اللوم لمن لا يرعوي عن غوايات الطريق الأخرقِ وكتاب الله محفوظ بما وعد الرحمن ما حيٌّ بقي وهو يجري في الشرايين وإن بات فينا صامتا كالمطرقِ أسفي زاد على من هجروا منه ما يضمن سعدا للشقي لم يعوا منه سوى تنغيمه أو يروا غير صقيل الورقِ وسّدوه أرففا خاوية من سوى الصمت الثقيل المطبقِ أوثقوا أحكامه أسرًا وقد ركِبوه طبقا عن طبقِ وبرغم الأفق الضافي له حبسوه في إطار ضيقِ هو محفوظ، نعم، في أضلع نرتجي من حبنا أن تتقي هو محبوب، وفي أفئدة نسأل الله لها أن تلتقي هو محروس، ومن كل الألى آمنوا، صانوه بين الحدقِ إنه القرآن، ما يبلى على طول ما يبدو، كبدر الألقِ إنه الفرقان، ما يخفى على ما يجلّى من دياجي الغَسَقِ ما الذي كان لنا من قبله؟ غير أرزاء الطوى والفرقِ داحس يَحْرَق في الغبراء ما تنطفي نار بغير الغرقِ وعلى كف البسوس انسفحت من دمانا أنهُرٌ كالشفقِ وبراءاتٌ جهارا وُئِدَتْ لهف نفسي، ليتها لم تُخْلَقِ وعلى الحصباء يجثو هُبَلٌ مستبيحا كل عقلٍ أخرقِ ما الذي كان لنا من قبل أن يهطل الوحي كغيث غدقِ قبل أن يشرق فينا المصطفى ويعمَّ الأرضَ طيبُ العبقِ ما الذي كان لنا؟ بل ما الذي إن رجعنا القهقرى في نزقِ ما الذي يبقى إذا ما انزاح من أفْقنا بدرُ القُرَانِ المشرقِ؟! نحن أولى بملامٍ، من بني تيري جونْزٍ أو بني المصطلقِ أمتي، للعزّ درب صاعد وطريق الذل مثل النفقِ ومذاق النصر حلوٌ سائغٌ ومذاق القهر مثل العِشْرِقِ فاصطفي يا أمتي مثواكِ في جنةٍ أو في الردى والحرقِ جازان 4/10/1431ه