عاشت «مستورة» الواقعة 40 كيلو مترا شمال رابغ وأهلها الليلة قبل الماضية أوضاعا صعبة بعدما داهمتها سيول وادي الأبواء وعزلت أحياءها وقراها عن بعضها فيما ولجت المياه العديد من المنازل والتي تمكن قاطنوها من الخروج مبكرا على خلفية تحذيرات مسبقة من سقوط أمطار غزيرة وسيول. وأشار عدد من المتسوقين إلى أن السيول حاصرت سوق مستورة وأحالت بعض الشوارع إلى مجار للسيول وهددت العابرين ومنعت المتسوقين ودخلت العديد من المحال التجارية والورش داعين إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوجيه مياه السيول بعيدًا عن سوق مستورة وفق ما ذكره أبو محمد الحربي وعدد من المتسوقين وعثر على جثة لوافد جرفته السيول وألقت به إلى جوار الطريق إلى الجنوب من مركز الدفاع المدني بمستورة وباشر الدفاع المدني الحالة وقاموا بانتشال الجثة ونقلها إلى ثلاجة الموت ريثما تنتهي الإجراءات النظامية. ووصلت السيول إلى مركز مستورة ما بين الساعة التاسعة والنصف إلى العاشرة ليلا حسب إفادة الأهالي الذين التقتهم «المدينة» في جولتها على مركز مستورة أمس وقال: خالد الحربي من سكان شرق مستورة علمنا أن السيل القادم إلى مستورة كبير جدا وخوفا على عوائلنا فقد خرجنا بهم إلى منطقة تقع جنوب مركز مستورة ولم نعد إلى منازلنا إلا عند الرابعة فجرا عندما هدأت حركة السيول وقلت كميات المياه المتدفقة من شرق مستورة، وقال إن المياه دخلت إلى فناء منزله ولكن الله سلم ولم يتعرض المنزل من الداخل لأي أضرار. وأشار سليمان جريبان النافعي من سكان حي النوافع الشرقي بمستورة الى أن المياه حاصرت منزله ودخلت مياه الأمطار إلى المنزل خاصة عن طريق السطح وقال ان الكثير من المنازل في هذا الحي تعرضت للسيول التي دخلت إلى فنائها، وانتقلت «المدينة» إلى منطقة الخط السريع جنوب مخرج مستورة والأبواء واتضح أن السيول التي وصلت للطريق السريع أخذت مساحة واسعة شمالا وجنوبا بعرض لا يقل عن 600م واتجهت المياه نحو مستورة من فوق الطريق السريع والكثير من المناطق التي مرت بها السيول انخفض فيها منسوب المياه ولم نشاهد سيولا جديدة قادمة. ولوحظ من خلال التغطية للحدث تجمهر كبير للأهالي في الأماكن التي يوجد فيها سيارات عالقة وأيضًا في المكان الذي وجدت فيه الجثة الغارقة مما تسبب في عرقلة الجهود المبذولة في عملية إزالة الأضرار وانتشال الجثة من قبل الجهات الحكومية المختصة وتطلب تنظيم الحشود جهدا كبيرا. وعلى طول وصلات الطرق المارة بمستورة توقفت أرتال من الشاحنات والسيارات الصغيرة التي اضطر سائقوها للتوقف بعد اعتلاء السيول للطرق حيث جرفت عددا من السيارات والشاحنات إلا أن ركابها نجو من الغرق. كما جرفت السيول حواف الطريق السريع بعد أن طفحت المياه لمسافة تزيد على 3 كلم وكان ارتفاعها أعلى الطريق يزيد على متر ونصف مما تسبب في توقف حركة السير واجبر العابرون على العودة وعكس اتجاه السير إلا أن سيارتين صغيرتين وشاحنة محملة بالأسمنت لم يتمكن من على متنها من الاستمرار في السير فتوقفوا وسط السيول وتم إنقاذهم. كما ألقت السيول كميات كبيرة من رواسب الطمي وجذوع الأشجار على الطريق وتمكنت فرق من الصيانة من تنظيف الطريق وفتحه إلا أن طبقة من الطمي ما زالت ملتصقة وتشكل خطورة فيما لو كانت السيارات مسرعة. وتعرضت وصلة طريق رابغ مستورة القديم الى طغيان مياه السيول ومنعت السيارات من العبور وأجبرت أعدادا كبيرة من الشاحنات على التوقف وبعد تزايد كميات مياه السيول انجرفت حوالي أربع شاحنات وألقت بها السيول على جانبى الطريق. وفي داخل أحياء مستورة تحولت شبكة الطرق إلى مجار لسيول وادي الابواء وجرفت الشوارع ومنعت السيارات من العبور في الكثير من المواقع. وطالب عدد من الاهالي ومنهم عبدالحميد الحربي وياسر الغانمي بإعداد دراسة لمجاري السيول لتحديد مسارات السيول ومجاريها وتحديد حجم الأخطار التي تهددهم مشيرين إلى أن عبارات المواصلات لم تنجح في استيعاب 10% من كميات السيول على الطريق السريع جدة/ ينبع. وشدد الاهالي على إنشاء جسور عبارات صندوقية في تلك المواقع باعتبارها ضرورة ملحة مع تطهير مجرى الوادي لتمكين المياه من السير في المجرى المعتاد وعدم إجبارها على السير في اتجاهات أخرى، وناشدوا المسؤولين في إدارة الطرق بالبدء سريعا في تنفيذ تلك المشروعات حفاظا على سلامة المواطنين وحفظ ممتلكاتهم من الدمار. وذكر حميد الغانمي أن معاناة الناس تضاعفت واجبروا على عبور طرق بديلة كانت في غاية الخطورة وذلك لعدم تعبيد طريق الجادة الذي انتهت الشركة المنفذة من ردمه وترصيصه ولا يبقى سوى الطبقة الاسفلتية رغم مضي اربع سنوات. وأشار يحيى العصلاني إلى أهمية وضع عبارات في الطريق الرابط بين الطريق السريع جدة ينبع وطريق رابغ مستورة القديم والبالغ طوله حوالي 4 كلم حيث تسببت ليلة السيول في حجز المياه واجبارها على الاندفاع نحو الأحياء السكنية وذلك لعدم مراعاة تصريف مياه السيول باتجاه الجسر القديم (الحرة) داعيا إلى التعجيل في تنفيذ مشروع السفلتة ومراعاة عملية تصريف مياه السيول. وعزا سلطان النافعي أسباب مداهمة السيول للمنازل وعزلها الأحياء بعضها عن بعض الى افتقاد قرى وأحياء مركز مستورة لشبكة تصريف مياه السيول الداخلية والقادمة عبر الأودية وافتقاد الأحياء أيضا لمصدات السيول داعيا البلدية ومن خلفها أمانة جدة بإنشاء مشروعات لدرء أخطار السيول عن الأحياء وتحديد مسارات للسيول من خلالها تندفع بعيدا عن الأحياء. وأكد بعض الاهالي أن إنشاء جسر على طريق رابغ مستورة القديم عند حارة النوافع الغربية بات من الضروريات فالسيول هناك جرفت اربع شاحنات وداهمت المنازل وقد لوحظ أن من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ذلك غياب ذلك الجسر وعدم إكمال المصد القائم حتى تلاقيه مع الطريق من الناحية الشرقية لحي الغوانم، ودعا الاهالي إلى اخذ ذلك بعين الاعتبار حيث إن العبارات الخمس لا تفي ب 5% مما هو مطلوب، مشيرين إلى أن الجسر يجب ان ينشأ عاجلا قبل أن تحل كارثة.