اتجه بعض من الشباب السعودي المتزوج حديثًا إلى السكن في شقق سكنية مفروشة عوضًا عن السكن في شقق سكنية يقوم بتجهيزها وتأثيثها بنفسه. مؤكدين أن سبب اتجاههم للسكن في الشقق المفروشة هو ارتفاع إيجارات الشقق السكنية غير المفروشة بنسبة تصل إلى 30% خلال هذا العام. وأشار بعض من الشباب الذين التقت بهم «المدينة» إلى أن السبب الرئيس في اتجاههم للسكن في الشقق المفروشة بسبب تقارب أسعار الإيجارات بين الشقق غير المفروشة والتي وصلت إلى مبالغ خيالية وكبيرة وبين أسعار الشقق المفروشة في مدينة جدة وبعض المدن الساحلية السعودية. وقال الشاب محمد محي إنه يسكن في شقة مفروشة مع زوجته منذ 3 شهور مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الشقق السكنية هو السبب في سكنه في شقة مفروشة ملمحًا إلى ارتفاع أسعار الأثاث بنسبة قد تصل إلى 60% وأن السكن في شقة مفروشة قد يكلفه قرابة 2500 ريال شهريا بينما السكن في شقة تحتاج إلى أثاث قد يكلفه شهريًا حدود 2000 ريال. ويؤكد الشاب صالح الخضر أنه يسكن في شقة مفروشة في شمال جدة منذ 6 شهور مشيرًا إلى ارتفاع أسعار إيجارات الشقق في هذه السنة إلى 30% وأنه لجأ إلى السكن في شقة مفروشة لكي يستفيد من قيمة أثاث الشقة التي سوف يستأجرها لعائلته. ويرى الخضر أن الكثير من الشباب السعودي خاصة في المدن الساحلية مثل جدة والشرقية بدأ يسكن في الشقق المفروشة أملا في استغلال المبلغ المادي الذي سوف يقوم بدفعه من أجل ثأثيث الشقة ملمحًا إلى أن ارتفاع أسعار الشقق السكنية أثقل كاهل العديد من الشباب وساهم في اتجاههم إلى الشقق المفروشة الجاهزة. وأرجع رجل العقار محمد حمدان الحربي سبب اتجاه الشباب المتزوج حديثًا إلى السكن في شقق مفروشة مجهزة بسبب ارتفاع أسعار إيجارات الشقق السكنية في المدن الساحلية مثل جدة وينبع والخبر إلى نسبة قد تصل 30% خلال هذا العام مشيرًا إلى وجود عجز في وجود الشقق ووجود أزمة سكن بسبب قلة المعروض وكثرة الطلب وعدم وجود تفعيل لأنظمة الرهن العقاري. واعتبر الحربي أن ارتفاع أسعار الشقق السكنية طبيعيا بسبب الزيادة السكنية وعدم وجود وحدات سكنية تكفى للمواطنين والمقيمين. ويؤكد الحربي أن الحل الأمثل لحل مشكلة السكن إيجاد أكثر من 20 ألف وحدة سكنية بجدة خلال عام مشيرًا إلى أن ارتفاع مواد البناء وارتفاع أسعار الأراضي البيضاء ساهم في زيادة أسعار الشقق السكنية. ويشير أحمد زاهر مدير إحدى الشقق السكنية بشمال جدة إلى أن الكثير من الشباب السعودي والمقيمين اتجهوا في العامين الماضيين إلى السكن في شقق مفروشة بهدف توفير مبلغ مجزأ يصل إلى 40 ألف ريال هو قيمة الأثاث الذي سيدفع من أجل تأثيث شقة الزوجية. وبسبب ارتفاع أسعار إيجارات الشقق السكنية إلى 30% في العامين الماضيين. ويرى زاهر ضرورة تدخل الغرفة التجارية والقطاع الخاص من أجل حل مشكلة أزمة السكن التي تعاني منها المدن الساحلية مثل جدة والخبر وينبع. ويرى بشير خالد مدير إحدى الشقق السكنية أن أسعار الشقق غير المفروشة غالية جدًا في جدة خلال العامين الماضيين مشيرًا إلى عدم قدرة الشباب على تأثيث شقة بمبلغ يصل إلى 40 ألف ريال. وعن أسعار الوحدات السكنية المفروشة بجدة قال بشير إن غرفة وصالة ومطبخا وحماما تصل إلى 130 ريالا يوميًا بينما غرفتين وصالة ومطبخ وحمام تصل من مبلغ 2500 ريال إلى 3000 ريال ملمحًا إلى ضرورة تدخل الجهات المسؤولة من أجل ضبط أسعار الشقق السكنية في ظل هذا الغلاء الفاحش. من جهته أكد الخبير العقاري الدكتور عبدالله المغلوث أن توجه الشباب المتزوج حديثًا إلى استئجار شقق سكنية مفروشة نظرًا لارتفاع أسعار الشقق السكنية في المدن الساحلية. مشيرًا إلى أن سوق الإيجارات مرتفعًا ولا يتحمل لهيب أسعاره المواطن البسيط وطالب المغلوث وزارة الإسكان بوضع خطط إستراتجية لتوسيع قاعدة بناء الشقق السكنية والوحدات السكنية الصغيرة. واعتبر المغلوث أن مدينة جدة تحتاج خلال هذا العام إلى 20 ألف وحدة سكنية في ظل عدم تفعيل نظام الرهن العقاري وارتفاع إيجارات الشقق السكنية إلى 30% خلال عام واحد.