بالرغم من أنها أعلنت خلال العام الماضي توقفها تمامًا عن العمل أو عن تقديم أي نشاط يخصها، إلاّ أن الحال بدأ خلال هذا العام أكثر تغيرًا حينما أعلنت جماعة حوار بنادي جدة الأدبي عن عودتها هذا المساء في دورة جديدة حاملة معها موضوعًا حواريًا جديدًا، يتحلّق حوله كوكبة من المثقفين والأدباء والنقاد، يعود بعد تغيرات طالت جميع الأندية الأدبية بما فيها النادي المستضيف لهذه الجماعة، ومكان انطلاقتها ونشأتها. وتتزامن هذه العودة لجماعة حوار هذا العام من خلال الموضوع الذي طرحته بعنوان «التحوّلات في الرواية السعودية»، مع كثير من التحولات التي طالت المشهد الثقافي هذا العام والتي كانت من أبرزها انتخابات الأندية الأدبية، وتشكيل الجمعيات العمومية، وغير ذلك من التحولات التي طالت السطح الثقافي، ورافق ذلك كله تحولات أخرى في عمق المشهد الثقافي امتد منذ أكثر من خمس سنوات في مجال الرواية السعودية شهدت من خلالها هذه الرواية نقلة كبيرة على مستوى المشكل والمضمون، ورافقتها اكتساح لعدد من الجوائز المحلية والعربية لعدد من الروائيين السعوديين. وخاضت جماعة حوار عبر مشوارها الطويل في موضوعات شتّى ناقشت من خلالها كثيرًا من القضايا السردية والأدبية والثقافية والفكرية، ويوضح الدكتور حسن النعمي رئيس جماعة حوار أن اللجنة المكلّفة بإدارة الجماعة من قبل نادي جدة الأدبية قد ارتأت هذا العام أن تناقش موضوعًا متصلاً ومتوافقًا مع الموضوعات السابقة التي ناقشتها الجماعة، وذلك لئلا تخرج الجماعة عن مسارها الصحيح وأن تستمر في المضي عبر مشروعها النقدي والمراجعاتي الذي انتهجته منذ انطلاقتها الأولى في عام 2004. وبين النعمي أن جماعة حوار اختارت في هذا العام موضوع «التحولات في الرواية السعودية» محورًا لها لتخضعه للنقد والدراسة والمراجعة عبر كثير من المحاور التفصيلية والموضوعات التي ستناقشه، مضيفًا أن الجماعة قد استقطبت عددًا من الأسماء النقدية لتقديم أوراق نقدية حول هذا الموضوع ومن تلك الأسماء الناقد الدكتور عالي القرشي، والدكتورة لمياء باعشن، والناقد محمد العباس، والناقد علي الشدوي، والناقد سعيد السريحي، وستنطلق هذه الليلة بورقة للدكتور حسن النعمي. وأكد النعمي في هذا الصدد أن العمل الثقافي الذي نحرص على تقديمه من خلال نشاط هذه الجماعة كان ولا يزال وسيستمر كما هو غير مرهون بأشخاص يسيرونه ويوجهونه فيحضر بحضورهم ويغيب باختفائهم، فجماعة حوار عمل ثقافي مفتوح ومتاح للجميع العمل فيه، ولا يقتصر على فئة دون أخرى أو شخصيات على حساب شخصيات أخرى، فهو عمل ثقافي لا يؤمن بالطبقيات الثقافية ولا بالشللية.