اعتبر عضو مجلس إدارة النادي الأدبي الحالية بجدة الدكتور سحمي الهاجري أنه أُقحم من قبل رئيس جماعة «حوار» بالنادي الدكتور حسن النعمي في التحدث عن أبرز ملامح الجماعة في الفترة الماضية، مبرراً ذلك بأنه قد يكون في الحضور من هو أعرف منه في معرفة نشاطات الجماعة، ومشيراً إلى أن مسوّغ قبوله للتحدث عن الجماعة هو ما ذكره له الدكتور النعمي من أنها لا تتجاوز كونها ورقة عمل للانطلاقة إلى ما ترميه الجماعة من بث روح الحوار من خلال مداخلات الحضور. جاء ذلك في الأمسية التي أقيمت مساء الثلاثاء الماضي بمقر نادي جدة الأدبي تحت عنوان «مراجعات في خطاب جماعة حوار»، وفيها قال الهاجري: سيكون دوري تذكيركم ببعض التفاصيل لعلها تشكّل أرضية لانطلاق الحوار هذه هي النقطة الأولى التي يشار إليها وأما النقطة الثانية فإنه عندما تنشط جماعة أدبية أو فكرية فهذا معناه أولاً وجود حاجة لتعويض غياب قيمة أساسية معينة في زمان ومكان محددين وثانياً أن هناك مجموعة من المهتمين تتوفر لها إرادة الفعل فتبادر إلى ما يسمح بالفكرة بالتبلور ثم التشكّل والتأثير.. هذه المحددات العامة تدفعنا إلى التساؤل عن السياق الذي تأسست فيه جماعة «حوار» وذلك من خلال إطلالة سريعة على المرحلة السابقة على ظهورها في الساحة المحلية وقد بدأت الإرهاصات الأولى لظهور الجماعة تتوالى بنشاط ورشة النادي الأدبي بجدة ثم نادي القصة في موسم 2002 ونتج بعد ذلك في العام التالي مباشرة إطلاق جماعة حوار واليوم وبعد هذه السنوات هل يمكننا القول إن تجربة جماعة حوار رغم ما واجهها من مصاعب ومشكلات قد نظرت إلى الحوار بمفهومه الإيجابي بحيث يكون الحوار مفتوحاً. وأضاف الهاجري: إذا أردنا أن نستعرض الأمر من البداية فلعل من أهم الأمور التي يحسن ذكرها ما حدث أثناء النقاشات التي كانت تدور عند تأسيس الجماعة عام 2003 حيث استحضرت الجماعة أن الانفتاح على كافة الأطياف ومختلف المستويات دفعة واحدة سوف يؤثر على مستوى الطرح في المدى القصيروكذلك استحضرت أن هناك قناعة مقابلة أيضاً ترى بأن الفائدة لابد أن تتعاظم تدريجياً على المدى المتوسط والطويل وهو ما حدث وبالتالي كان القرار الأول آنذاك يركز على فتح الحوار والبعد عن الشللية وإتاحة الفرصة بدون قيود لأي متحدث أو متحدثة فكل من وُجدت لديه الرغبة يُشجع على المشاركة ولعل أفضل ما يلخص فكرة جماعة حوار ما كتبه رئيس الجماعة الدكتور حسن النعمي في مقدمة إصدارها الأول إذ يقول: (ملتقى جماعة حوار ملتقى ثقافي مفتوح شرطه الوحيد الإيمان بضرورة الحوار وليس تكتلاً بأسماء بعينها يقوم بحضورها ويغيب بغيابها وزاد الجماعة من المقبلين عليها متجدد بتجدد المراسم واللقاءات وليست أفراداً معينين) ويمكن اعتبار هذه المقدمة بمثابة البيان التأسيسي للجماعة، وعندما نلقي اليوم التفاتة إلى الوراء نجد عدداً معتبراً من الأسماء التي شاركت في الأوراق للجماعة سواء من عضواتها أو أعضائها الدائمين الذين أصبحت أسمائهم معروفة ومتداولة بالإضافة إلى ضيوفها فنجد أن هذا التنوع في الأسماء أثمر تنوعاً واضحاً في الطرح وفي عناوين أوراق العمل ومداخل البحث ما بين مناقشة قضايا أدبية وفكرية وثقافية ومناظرات وقراءة كتب وتحليل روايات وأجناس أدبية وفنية من شعر وسرد وفنون بصرية ومسرح. الأمسية شهدت العديد من المداخلات المتعلقة بموضوع الأمسية، ومن أبرز الذين تداخلوا: رئيسة اللجنة النسائية بالنادي الدكتورة فاطمة إلياس والدكتور أشرف سالم وسهام القحطاني التي باركت لعضوتي نادي مكة الأدبي الجديدتين (هيفاء فيدا وأمل القثامي) وزينب غاصب وأحمد الشدوي ومذكر القحطاني ومرام هوساوي وسعد الخشرمي وعلي الشدوي. جدير بالذكر أن نادي جدة الأدبي سيختتم فعاليات الموسم الثقافي لهذا العام بتكريم الأديب والمفكر الراحل محمد عبده يماني يوم الثلاثاء المقبل.