سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حتى نرتقي بالتنمية ألا ننظر كيف تحافظ الدول المتطورة والغنية على النعمة ونحن نسيء استخدامها، فإلى متى نترك العالم المتحضر يطبق أخلاقيات الإسلام ونحن نتجاهلها؟!
حين اتوقف امام الشخصية الفريدة لصاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل تستهويني قدراته الإدارية ومنهجيته في التخطيط وحزمه في الإدارة ونزاهته وشفافيته في العمل. الأمير لا يتحدث كثيرًا فيما سيعمل، بل يترك إنجازاته تتحدث. إذا نظرنا أين كٌنا في منطقة مكةالمكرمة وأين نحن اليوم، نحن في ورشة بناء وإعادة تأسيس في جميع ما يخصنا وإن شاء الله سنرى منطقة مكةالمكرمة إمارة غير. لقد أعاد إلينا الأمير الأمل في المستقبل وفي إمكانية إصلاح الجهاز الإداري إذا تولاها القوي الأمين. أمير صادق أمين لديه روح الشباب وطموحاتهم. قلنا لا توجد ميزانيات للمشروعات قال: الميزانيات موجودة لكن الاعتمادات ترجع لعدم تنفيذ المشروعات، فلننفذ المشروعات والاعتمادات ستأتي، وصدق. قلنا مكتئبين قال تفاءلوا بالخير تجدوه، وصدق. قلنا لا توجد إلا اثنا عشر كيلو مترًا مربعًا أراضي صناعية، قال اطلبوا وأنا معكم واليوم لدى منطقة مكةالمكرمة ثلاثمائة وخمسون كيلو مترًا مربعًا مخصصة أو ستخصص للصناعة قريبا، وصدق. حازم يتابع موظفيه ويحث على التغيير والتطوير لكل ما فيه مصلحة. ألا نتمنى أن يكون في كل وزارة وكل مسؤول بهذه الشخصية وميزاتها حتى تتغير حياة كل مواطن إلى الأفضل؟! هذا على مستوى إمارة مكةالمكرمة فماذا عن مستوى المملكة؟ أن الدولة صرفت آلاف البلايين ولكن أين نحن من خطط التنمية. هل يعقل وبكل هذه المساحات الشاسعة وكل هذه الأموال لا توجد مدارس نموذجية في كل أنحاء المملكة تملكها وزارة التربية والتعليم. ألا يمكن أن تقوم وزارة التخطيط بحصر المطلوب من المدارس بأنواعها وحصر الموجود المؤجر ثم تضع خطة لبناء كل المطلوب خلال خمس سنوات ونكلف شركات عالمية أو محلية بناء هذه المدارس وتسلم تدريجيا إلى الوزارة حسب المواصفات العالمية للمدارس المطورة، فيها الملاعب والمسارح وصالات الرياضة والمسابح والمختبرات والأجهزة الالكترونية وخلافه. هل هذا مستحيل؟! هل يٌعقل أنه لا توجد عندنا خطط ننفذها ولنقل تغطية احتياجاتنا من الأطباء السعوديين ولو بنسبة 50% خلال العشر سنوات القادمة ومثلها من الفنيين والممرضات وما يلزم المستشفيات العامة والمتخصصة في جميع أنحاء المملكة. إلى متى تكون بعض أفعالنا وقراراتنا كردة فعل وليست قرارات مبنية على خطط مدروسة واضحة للجميع؟! ألا يمكن أن نحدد الطاقة التي يستهلكها المواطن كحد أدنى ونعطيها له مجانا ثم نرفع الأسعار بحيث يدفع كل مواطن ومقيم التكلفة الحقيقية للتيار الكهربائي دون دعم أو دعم جزئي لسد قيمة الوقود العالمية لشركات الكهرباء. ألا يمكن أن يكون سعر الماء بتكلفته الحقيقية ويعطى كل مواطن مجانا حد أدنى يحدد لكل وحدة، فمن عنده حمام سباحة يتحمل القيمة الحقيقية للماء وسنرى أن ثلاث أرباع حمامات السباحة التي لا تستخدم والتي أصبحت موضة، تدفن لارتفاع تكلفتها. ألا يكفينا أن أكثر من 25% من مواطنينا مصابون بالسكري وبالسمنة وبالضغط أو بهم جميعا. هل نعلم كم سيتحمل اقتصاد الوطن من معالجة أضرار التدخين. ألم يئن الأوان لرفع الرسوم 100% على التبغ ليماثل دول أوربا على الأقل. ألا ننظر كيف تحافظ الدول المتطورة والغنية على النعمة ونحن نسيء استخدامها، فإلى متى نترك العالم المتحضر يطبق أخلاقيات الإسلام ونحن نتجاهلها؟! أتمنى من يدلني على الجهة التي تفكر في المستقبل ومسؤولة عنه.. أهي موجودة أم غائبة ؟!