يعتبر غار حراء من المكاسب التي يحرص على زيارتها والمكوث لرؤيتها ضيوف الرحمن ويندر أن يغادر الأراضي المقدسة حاج قدم من الخارج ولم يحاول الصعود إلى هذا الغار الذي تعبّد فيه الرسول الكريم قبل البعثة، ويقف على ذكريات الغار وزمنه الذي شعّ بعده النور الإيماني إلى كل بقاع العالم. عن هذه المكاسب والانطباعات وما دلت عليه الزيارة للغار يقول الحاج إبراهيم نويري من حجاج الجزائر ومعه مجموعة من الحجاج: إن غار حراء أحد الأماكن التاريخية الإسلامية التي نحرص على زيارتها حينما تطأ أرجلنا العاصمة الإسلامية (مكةالمكرمة) كيف لا وهو الغار الذي كان يختلي ويتعبّد فيه رسول الإسلام، والمكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على نبينا الكريم، مضيفا وفيه ما لا تعدد عنه المزايا والمحامد كنزول أول آية قرآنية فيه ووقوف جبريل عليه السلام به، موضحًا أن هذه الزيارة وتلك المعاناة للصعود للغار لم تكن هي الأولى بل سبقتها زيارات متعددة من خلال العمرة والزيارة لمكة والمدينة والمشاعر المقدسة، مؤكدين أن زيارة هذه الأماكن الأثرية الإسلامية تزيد معاني الإسلام وتعمّقها لدى زائريها من مسلمي العالم ويعود لبلاده بصورة مغايرة عما كان عليه. ويقول نويري: دائما أحرص على زيارة الآثار الإسلامية العظمى كما هو الحال في المشاعر المقدسة ومنها هذا الغار غار حراء مكان تعبد خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وغار ثور منبع الانطلاقة الأولى للدعوة الإسلامية وانتشار دين الله العظيم. لا بدعة من جانبه قال رئيس مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور محمد السهلي: ما نشاهده من بعض إخواننا من الحجاج والمعتمرين من تكبدهم المشاق لزيارة بعض الآثار الإسلامية منها غار حراء وهذه الزيارة الناس فيها بين إفراط وتفريط حيث جعلها البعض كمنسك من مناسك الحج وضرورة ولا شك أن هذا من التفريط العظيم لأنه لو جعلها عبادة فقد دخل في البدعة والبدعة إتيان ما لم يكن عليه النبي الكريم وأصحابه، ومن الناس من أفرط وبدع وفسّق من يزورها على أي جهة كانت، وكلا الطرفان ذميم، إنما الحق أن هذه الأماكن من الآثار كهذا الغار فإن زارها الحاج بقصد التعرف عليها والمشاهدة واستلهام العبر والمواقف التي مرت بها، وكيف أن النبي قد انقطع الى ربه للعبادة وتحمّل المشاق والصعاب والضرر في سبيل تعبّده لله وحده فهذا لا بأس به ولا يمنعه أحد من ذلك، لأن البدعة هي كل طريقة في الدين مخترعة وظاهر الشريعة يرجى بها التقرب إلى الله تعالى ليس لها مثال سابق، والذين يذهبون للتعرف عليها لا يقصدون بزيارتهم التقرب بها إلى الله ولا العبادة وإنما الاطلاع والمشاهدة واستلهام العبر، ودعا السهلي الى توعية الحجاج لأن العبادة مبنية على التوقيف وأنه لا يجوز لنا أن نأتي بعبادة إلا إذا كان فعلها النبي صلى الله عليه وسلم أما إذا فعلت على سبيل العادة او التعرف فإن القاعدة تقول: الأصل في الأشياء الإباحة، متمنيًا من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنسوبي الشؤون الإسلامية تكثيف وجودهم في هذه الأماكن الاثرية لتوعية الحجاج والمعتمرين ومناصحتهم بالتي هي احسن فحينها سنحقق الهدف المنشود وهو التعرف عليها والاطلاع دون اتخاذها عبادة.