تحدث خطيب جامع أم الخير بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس حول القوامة وأورد قول الله سبحانه وتعالى»الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ» وقال : إن هذه الآية أصل في العلاقات الزوجية فهو قوّام دائما على هذه الأسرة ليلا ونهارًا، يسعى لتأمين رزقها، لصيانة زوجته من كل خلل، يصون علمهم، يصون أخلاقهم، يصون تربيتهم، يصون أولاده. وكلمة (قوّام) تعني أنه لا يستريح أبدًا، فحينما يقول الله عز وجل: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء يعني: هم يتعبون بلا كلل وبلا ملل، بشتى الاتجاهات في كسب الرزق، وفي مراقبة الأسرة، وفي صون الأخلاق، وفي متابعة تحصيل الأولاد، وفي العناية بالزوجة. فكلمة قوّام تعني شديد القيام، لا يرتاح إلا إذا رأى أولاده في أعلى مقام، وزوجته عرفت ربها، واستقامت إليه. هذا معنى القوامة، لكن مع الأسف الشديد هناك من يفهم القوامة أنه أعلى منها، لذلك تحرّرت بعض النساء وخرجن عن الطوق بسبب التعسّف والاستبداد والقهر في تطبيق القوامة، وقد يفهم أحدنا أن معنى القوامة هي قوامة الزوج على زوجته فقط، بل يتعداه إلى أبعد من ذلك، فهي تشمل قوامة الزوج على زوجته، وأولاده، وقوامة الأخ الأكبر على إخوانه وأخواته، وقِوامة أي مؤمن على من أناطهم الله به، ينبغي عليك أيها القوّام على مولياتك أن تكرمهن وترعاهن، ولك في ذلك الجزاء العظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كنّ له سترا من النار» . انظروا إلى الصحابية العاقلة التي تعرف وظيفتها جيدًا في الحياة، تقول للرسول الكريم في خصامها مع زوجها وخوفها من الطلاق على أولادها: يا رسول الله، إن تركتهم إليه ضاعوا، وهو لا يريبهم، وإن ضممتهم إليّ جاعوا، هو ينفق عليهم .. لذلك هناك أدوار رسمها القرآن الكريم، حينما تحترمها تقطف ثمارًا يانعة. فالقوامة عبء في الدنيا، يُسأل عنه يوم القيامة،وقد تكونين أيتها المرأة متذمرة أحيانًا لأن الرجل قوّامٌ عليكِ، وقد يكون الرجل مسرورًا بسُلطته . وقد يقول قائل: ماذا تفعل المرأة المسلمة إن أساء زوجها فهْمَ القوامة واستعملها على غير وجهها؟! ونقول لها: إن أداء الواجبات هو الذي يوصل إلى نيل الحقوق، فالمرأة التي تحرص على القيام بواجبها نحو الرجل وتحرصُ على الودّ والرعاية له لا بد أن تحصل على الثمار ولو بعد حين .