كشف مدير مكافحة التسول بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة سعد الشهراني خفضاً طفيفاً في نسبة التسول في مدينة جدة عقب الانتهاء من موسم الحج. وقال ل «الحياة»: «لاحظت الجهات الحكومية المعنية بمكافحة التسول في السعودية خلال الفترة الماضية خفضاً بسيطاً في أعداد المتسولين عموماً، في الوقت الذي خفضت فيه نسبة المتسولين السعوديين إلى 2 في المئة»، مشيراً إلى أنه لن يتم الانتهاء بشكل نهائي من الظاهرة إلا بعد مغادرة جميع مجهولي ومخالفي أنظمة العمل والعمال في البلاد، موضحاً أنه تمت الاستعانة بمكتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إضافة إلى رجال المجاهدين للمساهمة في وقف ظاهرة التسول أمام المساجد والأماكن العامة. وأضاف: «تضطلع إدارة مكافحة التسول بتحويل المتسولين السعوديين من كبار السن أو ذوي العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية»، أما المرضى فيتم تحويلهم إلى المستشفيات المتخصصة إذ تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة من دون مقابل، بينما تصرف للمحتاجين مادياً المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي (وهو مكتب تكافلي اجتماعي يصرف إعانات شهرية للمحتاجين)، وزاد: «يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم اللوائح هذه إلى دور التربية إذ توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما المتسولون الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية (وصلوا حسب آخر إحصاء أكثر من 98 في المئة من المتسولين) فتتم إحالتهم إلى الجهات الأمنية وإنهاء إجراءات ترحيلهم من إدارة الجوازات إلى بلدانهم. وأبان الشهراني أن الحملة المكثفة التي نفذت في فترة سابقة (بتوجيهات من محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد) بدأت في الحد من انتشار ظاهرة التسول في السعودية، مشيراً إلى أنه تم القبض على عدد من المتسولين الذين أصبحوا يتبعون وسائل وأساليب متطورة في الخداع، إذ تم رصد بعضهم بملابس جديدة داخل المراكز التجارية بقصد إيهام لجان المراقبة بأنهم متسوقون وهم في حقيقة الأمر متسولون. وعن نسبة المتسولات بين الممارسين لهذه الظاهرة، لفت إلى أن الإحصاءات التي صدرت أخيراً، تؤكد أن نسبة النساء في ظاهرة التسول أكثر من الرجال، وأن كثيراً من الحالات تشير إلى استخدام المتسولين لتقارير طبية مزورة، مستشهداً بحال أحد المتسولين بحوزته تقرير طبي مزور يدعي من خلاله فقدانه لحاسة السمع وهو في حقيقة الأمر لا يعاني من أي أضرار طبية ويسمع جيداً. ودعا الشهراني المواطنين والمقيمين كافة إلى عدم تقديم أي مساعدات مالية وغيرها لهؤلاء المحتالين، وفي حال ضرورة رغبتهم في ذلك تقديمها عبر الجهات الحكومية المختصة كوزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية المنتشرة، عازياً انتشار المتسولين في مدينة جدة إلى الكثافة العددية التي تشهدها المنطقة بحكم قربها من المدينتين المقدستين وكونها مدينة اقتصادية كبيرة وميناء رئيساً في المملكة.