دعا الإمام يحيى هندي مرشد الدين الإسلامي بجامعة جورج تاون الأمريكية، والمرشد فى البحرية الأمريكية المسلمين إلى فتح قنوات للاتصال والحوار مع الغرب، كي يتاح المجال للغرب للتعرف على العالم العربي والإسلامي بصورته الحضارية، والتي شوّهها الإعلام الغربي لعقود طويلة، مؤكدًا أن المسلم حيث كان ينبغي أن يكون عالميًّا، في طرحه، عالميًّا في نظرته للمستقبل، عالميًّا في أحزانه وأفراحه وآماله. بمعنى أن يجلب المسلم السعادة والابتسامة للناس، وأن يكون أي عمل سيئ يمس الناس مجلبة للحزن بالنسبة له. وعن الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أكد هندي أن الفيلم مليء بالأخطاء والافتراءات والجهل بشخص النبي عليه الصلاة والسلام لافتًا أن الفيلم يحمل صناعه كراهية للمسلمين واضحة وجهل كبير بطبيعة الإسلام السمحة، وأكد هندي أن الفيلم لم يحترم مشاعر المسلمين، ومشاعر الأديان السماوية، وهو ما استنكرته 1000 كنيسة أمريكية، مشيرًا إلى أنه في أعقاب عرض الفيلم خرجت تلك الكنائس، وفتحت أبوابها لقراءة آيات من القرآن الكريم لكي يتعرف المواطن الأمريكي على النبي محمد. واستنكر هندي الانفعالات العاطفية غير المحسوبة من جانب العالم العربي، والتي أدت لحدوث موجة من العنف والاعتداء على أشخاص وسفارات أو مؤسسات غير مسؤولة عن صناعة الفيلم، مشيرًا إلى أنه بدلاً من الاعتداء على المنشآت والأشخاص كان ينبغي أن نتعامل مع ذلك العمل بأخلاق النبي الكريم من خلال اتّباع أسلوب عقلاني، بعيدًا عن العنف. وأكد هندي أن المسلم إنسان عالمي بطبعه وبدينه وبأخلاقه، يهتم بالناس كل الناس، وفقًا لما يقول الله عز وجل: يا أيُّها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا"، كما أن الإسلام دين السلام، ودين الرحمة والمغفرة، وهو ما يجب أن نتعامل به وهي أخلاقيات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.. ولفت هندي أن ارتفاع نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون بأن الإسلام دين خير وسلام إلى 37% مقارنة بنسبة 3% فقط في العام 2000 حسب إحدى الدراسات التي أجريت. وعن تغيير الصورة الخاطئة للإسلام أكد هندي أن تغيير الأفكار والسياسات لا يأتي بين يوم وليلة، تغيير السياسات يحتاج إلى تعليم وتثقيف وإستراتيجيات. ويرى هندي أن في الخطاب الإسلامي والعربي الموجه إلى أمريكا من التناقض ما يكرس الوضع، وما يبقي أمريكا على ما هي عليه، ولذلك فلا بد من نشر ثقافة السلام في العالم من خلال التعريف بالدين الإسلامي، وكيف يكون ذلك الدين جزءًا من الحل وليس من المشكلة، بالإضافة إلى العمل على التقليل من حالة الاحتقان بين الشرق والغرب من خلال مد الجسور من التواصل والفهم المشترك، ودعم حوار الحضارات والثقافات.