إضافة لما يتحمله قلب المرء من كدمات شبه يومية من بعض الزملاء في العمل وبعض الأصدقاء والأهل والأقارب، وما يصاحب ذلك من تداعيات وضغوط نفسية، هناك الإعلام العالمي من صحف ورقية ومجلات مغمورة تصدر في الخارج بأقلام مأجورة لأنفس مسمومة تؤجج الكراهية بين الشعوب، فتروج لمبيعاتها بالرسوم الكاركاتيرية المُسيئة، وملاحقة المشاهير في أوضاع ليست قابلة للنشر تحت عنوان: «حرية الرأى والتعبير».! وهنا في بلادنا نحمد الله أن صحفنا الورقية تسلك دروبًا بعيدة عن ذلك.. ولكن بعضها صامت بلا روح، بسبب تنتيف ريش بعض مقالاتها من قِبَل الرقيب..! حتى تصبح لا ترقى لمستوى ثقافة العصر الإلكترونى المنفتح على العالم..! ولهذا السبب ننصح بقراءة إعلانات تلك الصحف فقط..! أما المواقع الإلكترونية المفتوحة فتحمل بين طياتها النيل من أخلاقيات شبابنا وما تقشعر له الأبدان، ونصيحتنا لمن يزور المواقع الإلكترونية التفتيش عن المواقع الفكاهية أو العلمية النافعة، وعليهم الابتعاد عمن سواها من أخبار وفيديوهات مُسيئة وسَيئة، مَليئة بالمواقف الحياتية المُرَّة، وبالشائعات المغرضة، والمشاهد الفاضحة. وهناك بعض القنوات الفضائية التى لا هَمَّ لها سوى بث أخبار الأعاصير والكوارث والنكبات، وإلإرهاب والحرائق والزلازل، والإجرام والقتل والشنق، والذبح وسيل الدماء التي يختلط فيها دم الإنسان -خاصة المسلم- على أرصفة الطرقات والشوارع بثمن رخيص. فنادرًا ما يجد المشاهد دراما ومسلسلات مناسبة ومرحة وفكاهية تسر الخاطر، وتقضى على الهم والغم والتعب الجسمانى اليومى، وتفيد المجتمع إذا ما قورنت بالكم الهائل من البرامج الفاضحة والأغانى الخليعة والهابطة لبعض المطربين والمطربات الذين يتمايلون كحبل اللوبيا إضافة إلى المسلسلات المفتوحة التي تُمثِّل العصيان والزعيق والشتم، والوعيد والبكاء والنحيب، والخلافات الزوجية المنتهية بالطلاق، وما ينصب في تعليم أبنائنا الحماقة وجر الشكل وسوء المعشر..! ولهذه الأسباب ننصح المشاهدين ولراحة بالهم وانتعاش قلوبهم -حتى ولو تقدم بهم العمر- مشاهدة القنوات التي تعرض أفلام كرتون الأطفال أمثال أنيس وبدر - وتوم وجيرى- وبنتين وركس - وخلافهم الكثير من أمثالهم.. وكذلك البرامج العلمية النافعة. إن المرء في هذا الزمن محروم من الهدوء النفسي، لذا نجده يبحث في كل مكان عن الأخبار المرهفة المعبقة بروائح السلم والسلام، فلا يجد إلَّا ما ندر منها، فقد انقلبت الحياة رأسًا على عقب حتى أصبحنا نفتقد لما يفتح الشهية لحياة وردية، فيُعطى للمرء جرعة من النشاط والحيوية في هذا العصر الملىء بالسخافة والتفاهة، والآراء المبطنة بالفقاعات الكاذبة في ظل ما يُسمَّى بالتواصل الاجتماعي، ممّا حوّل عصرنا إلى عصر كله قلق واكتئاب.! [email protected]