الصحافة الالكترونية حديثة العهد ولكنها متنامية وهذا يجعلها تحت مجهر المراقبة والنقد والتقييم وكنت قد تحدثت عن الصحافة الورقية في المقال السابق اما اليوم فسيكون الحديث عن الصحف الالكترونية. والصحف الالكترونية وهي جزء من الإعلام الالكتروني بكافة قنواته إلا انها تخضع للأنظمة والمراقبة بعكس البث المفتوح للمواقع الاخرى لاسيما المنتديات. وهذا الامر رفع قيمة الصحف الالكترونية كونها تخضع للمحاسبة وتبحث عن المتابعة والانتشار وبالتالي تركز وتهتم بالمحتوى المنشور. لكن تنوع الصحف الالكترونية وكثرتها جعلت البعض يصفها بالدكاكين التي توزع نفس البضاعة! وهذا مرده لبعض تلك الصحف التي دأبت على النسخ واللصق دون ان يكون لها دوري جوهري في المتابعة الاخبارية او تغطية الاخبار من مصادرها. ولذلك يعتقد البعض ان فتح صحيفة الكترونية اسهل من شرب الماء فالمسألة كلها موقع وبرنامج ادارة محتوى وناسخ يقوم بتصفح المواقع جلب الاخبار بل وصل الحال الى ان البعض يعلن عن حاجته لتعبئة المحتوى لديه ويحدد عدد المواضيع التي يريدها يومياً!! هذا الاعتقاد ربما صحيح إذا ما كان المقصود تلك المواقع التي تفتتح يومياً ثم ما تلبث ان تتلاشى وتختفي بعد ذلك وهذه مشكلة من يستعجل النجاح ويبحث عن تواجد الكتروني معتقدا أن بالمادة فقط او بالخبرة الالكترونية فقط يستطيع ان ينجح! لكن الحقيقة ان الصحف الالكترونية رغم انها لا تتكلف في الطباعة والتوزيع كما في نظيرتها الورقية إلا ان تصرف ميزانيات كبيرة جدا في سبيل بقاءها وسهولة تصفحها وتحملها ضغط الزيارات خاصة في اوقات الذروة. بالإضافة الى ما تصرفه من مبالغ في مراكز الدعم الفني والحماية والتصميم وغيرها. اما على مستوى المضمون والمادة الصحفية المنشورة فالأمر لا يختلف عن الورقية فهي تخضع للرقابة والمراجعة والتدقيق والتصحيح وإعادة الصياغة ومراجعة المعلومات المرتبطة والتأكد من صحة الخبر والبحث فيما وراء الخبر وليس هذا فحسب بل هناك جهود اخرى تبذلها العلاقات العامة في تلك الصحف للتواصل مع كافة مصادر الاخبار والمسئولين ورجال الاعلام والرياضة. ولكن ما يشوه تلك الصحف هو المزج بين المنهج الورقي والمنهج الالكتروني فالنشر الالكتروني لا يميل الى النصوص الطويلة والتوسع في التقارير عكس الورقية فيما ينطبق نفس المنهج على المقالات والتحليل والرؤى. وهذا يختص في الصحف الرياضية اما الصحف الالكترونية العامة فهي اكثر صرفاً وميزانية من المتخصصة بالرياضة بل وتدخل في متاهات اكثر تعقيدا كل ما كان الخبر المنشور حساس ومثير واجتماعي. ولكن للأسف هناك صحف كبيرة وقوية ولكنها لا تستغني عن الصحف الورقية بل وتنهل من اخبارها بشكل او بآخر. والحقيقة ان الصحف الورقية هي رائدة الاعلام لدينا وكل الصحف الالكترونية تسير على نفس الخط الصحفي الذي تشكل على ايدي كبار الصحفيين والكتاب ولم يتغير إلا في بعض الاشكال الاخراجية لتتوافق مع البث الرقمي.