أدان المجلس الوطني السوري أمس عتبار الولاياتالمتحدة أنه لم يعد الممثل الواضح للمعارضة السورية، وقال: «إن الحكومة الامريكية تريد بقاء بعض عناصر حزب البعث في السلطة بعد الإطاحة بنظام بشار ورفض قيام أي إطار بديل منه بعد تلميح أمريكى في وقت حققت فيه المعارضة المسلحة مكسبًا على الأرض في شمال غرب البلاد مع انسحاب القوات النظامية من محيط مدينة إستراتيجية على تقاطع طرق إمداد». فقبل يومين من اجتماع موسع ومهم يعقده في الدوحة، أبدى المجلس «جديته في الحوار مع كل أطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني»، مؤكدًا أن أي اجتماع في هذا الشأن «لن يكون بديلًا عن المجلس أو نقيضًا له». وانتقد المجلس تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمحت فيها إلى تشكيل إطار أكثر شمولاً للمعارضة، قائلاً: «إن أي حديث عن تجاوز المجلس الوطني أو تكوين أطر أخرى بديلة (هو) محاولة لايذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف». ويأتي موقف المجلس بعد يومين من اعتبار كلينتون أنه «لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني السوري على أنه الزعامة المرئية للمعارضة»، بل يمكن أن يكون «جزءًا من المعارضة التي يجب أن تضم أشخاصا من الداخل السوري وغيرهم». واعتبرت أن قيام ائتلاف واسع للمعارضة «بحاجة إلى بنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة أي طيف أو مكون جغرافي في سوريا». وأفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية كتب في مدونته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلا: «إن بيان جنيف يقضي بأن تتشكل هيئة سلطة انتقالية بناء على الوفاق المتبادل بين الحكومة السورية والمعارضة». وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن القوات النظامية انسحبت من الحاجز الأخير الذي كانت توجد فيه في محيط سراقب الواقعة خارج سيطرتها، وأن نحو 25 كيلومترا في محيط المدينة بات الآن خاليا من أي وجود لقوات النظام. ويكتسب هذا التطور الميداني أهمية لوقوع سراقب على تقاطع طريقين رئيسين لإمدادات القوات النظامية إلى شمال البلاد، لا سيما كبرى مدنه حلب حيث تدور معارك يومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ومع انسحاب القوات النظامية من محيط سراقب الواقعة على تقاطع طريق حلب-دمشق وحلب-اللاذقية، أوضح عبدالرحمن أن النظام بات مضطرًا للاكتفاء بطرق رئيسة وصحراوية في محافظتي الرقة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) لإمداد قواته. ويأتي انسحاب القوات النظامية غداة هجوم للمقاتلين المعارضين على ثلاثة حواجز في محيط سراقب أدت إلى مقتل 28 جنديًا على الأقل تمت تصفية البعض منهم بعد أسرهم، في ما اعتبرته منظمة العفو الدولية «جريمة حرب محتملة». في دمشق، أشار المرصد إلى انفجار عبوة ناسفة في حي الزاهرة وسط العاصمة «تبعه إطلاق نار كثيف». وأوضح عبدالرحمن أن التفجير أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى أن محيط مدن وبلدات حرستا ودوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية التي هجرتها غالبية سكانها، يشهد اشتباكات يرافقها قصف بالطائرات الحربية والمدفعية. وأدت أعمال العنف الجمعة إلى مقتل 23 شخصًا، بحسب المرصد الذي أحصى سقوط أكثر من 36 ألف قتيل في النزاع المستمر منذ أكثر من 36 شهرًا. وفي تركيا التي تستضيف نحو 110 آلاف لاجئ سوري هربوا منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس الأسد في منتصف آذار/مارس 2011، قتل طفل يبلغ الخامسة من العمر جراء حريق لم تعرف أسبابه اندلع في مخيم يايلاداغ للاجئين السوريين في محافظة هاتاي (جنوب).