حقق المقاتلون السوريون المعارضون مكسباً ميدانياً أمس في مدينة سراقب في شمال غربي البلاد، يضاف إلى سلسلة مكاسب حققوها في الفترة الماضية في الشمال، وكثف النظام سلسلة غاراته على مواقع المعارضة في دمشق والشمال. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات النظامية انسحبت من الحاجز الأخير الذي كانت تتواجد فيه في محيط سراقب الواقعة خارج سيطرتها، وإن نحو 25 كيلومتراً في محيط المدينة بات الآن خالياً من أي وجود لقوات النظام. ويكتسب هذا التطور الميداني أهمية، لوقوع سراقب على تقاطع طريقين رئيسيين لإمدادات القوات النظامية إلى شمال البلاد، لا سيما كبرى مدنه حلب، حيث تدور معارك يومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ومع انسحاب القوات النظامية من محيط سراقب الواقعة على تقاطع طريق حلب-دمشق وحلب-اللاذقية، أوضح عبد الرحمن أن النظام بات مضطراً للاكتفاء بطرق رئيسية وصحراوية في محافظتي الرقة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) لإمداد قواته. ويأتي انسحاب القوات النظامية غداة هجوم للمقاتلين المعارضين على ثلاثة حواجز في محيط سراقب أدت إلى مقتل 28 جندياً على الأقل تمت تصفية البعض منهم بعد أسرهم، في ما اعتبرته منظمة العفو الدولية «جريمة حرب محتملة». وأشار المرصد إلى انفجار عبوة ناسفة في حي الزاهرة وسط دمشق «تبعه إطلاق نار كثيف». وأوضح عبد الرحمن أن التفجير أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن «إرهابيين فجروا عبوتين ناسفتين أسفرتا عن إصابة 16 مواطناً في منطقة الزاهرة الجديدة في دمشق». وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى أن محيط مدن وبلدات حرستا ودوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية التي هجرتها غالبية سكانها، يشهد اشتباكات يرافقها قصف بالطائرات الحربية والمدفعية. وأدت اعمال العنف الجمعة، التي تزامنت مع تظاهرات «نحو عدالة دولية» في سورية، إلى مقتل 23 شخصاً، وفق المرصد، الذي أحصى سقوط اكثر من 36 ألف قتيل في النزاع المستمر منذ اكثر من 36 شهراً. وفي تركيا، التي تستضيف نحو 110 آلاف لاجئ سوري هربوا منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس الأسد في منتصف آذار (مارس) 2011، قتل طفل يبلغ الخامسة من العمر جراء حريق لم تعرف أسبابه اندلع في مخيم يايلاداغ للاجئين السوريين في محافظة هاتاي (جنوب).