تتجدد المواجهة بين الكبيرين، وقبل أن أغوص في أعماق قمة الجارين، أهنئ وأبارك للأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الجميع بألف خير، كما أهنئ الجماهير الاتحادية والأهلاوية على حدٍّ سواء لنجاح مباراة الذهاب "جماهيريًا"، ففي الوقت الذي ذهبت فيه أحاديث البعض عن الهاجس الأمني والخوف من المشكلات بين الجماهير؛ وجدنا المدرج الاتحادي وشقيقة الأهلاوي أكثر وعيًا ورقيًا من الأفكار التشاؤمية.. شكرًا جماهير القلعة والعميد، فقد نجحتم بامتياز، واليوم ننتظر المزيد، وما قدمه أنصار قطبا جدة امتداد لكافة الجماهير في المملكة، ولا ننكر وجود حالات استثنائية موجودة في كل العالم. في (المدينة) اليوم فضّلنا تقديم القمة الآسيوية بلغة مختلفة لا تقبل الكذب ولا الانحياز، لغة الأرقام، ووجدنا أن خبرة الاتحاد الآسيوية تفوق الأهلي بما يتجاوز الضعف، ويبقى ذلك كلام على الورق، ولكن له صلة بالواقع متى ترجمه الاتحاديون أو قلبه الأهلاويون، فالانتصارات ليست بالتاريخ ولا بالجغرافيا، وإنما بما يُقدَّم داخل الميدان، خاطبنا الماضي فاستنطقنا القدامى، وحاكينا الحاضر واستشرفنا المستقبل، واستعنا بالحساب والهندسة وقدمنا لكم صفحات، ولكم الحكم. أما واقع المباراة، فما أردت قوله عن الاتحاد سبقني إليه المسؤول الفني الأول عن كتيبة النمور الإسباني "كانيدا"، حيث قال في المؤتمر الصحفي: "متى دخلنا المباراة بفكر أننا فزنا في لقاء الذهاب فإننا سنخسر الإياب وهو المطلوب من المدرب الاتحادي ولاعبيه الخبراء في البطولة الآسيوية، وفلسفة الذهاب والإياب، وكذلك الإدارة في التهيئة النفسية للمواجهة المصيرية". قصة سوزا وغيابه أصبحت من الماضي، وشطارة الاتحاديين في استثمارها إيجابياً داخل الفريق، فلاعبو الاتحاد يعشقون التحدي، ويستهوون المصاعب، ويبدعون تحت الضغط والشاطر يفهم. في القلعة الخضراء هدوء يسبق العاصفة، فكما هو معروف أن الاتحاد نادي صخب، فالأهلي يعمل بصمت، ولكُلٍّ فلسفته الخاصة. أدرك جيدًا أن التهيئة في الأهلي على أعلى المستويات، فحضور "الرمز" له مدلولاته وتأثيرته الإيجابية، والدور الإداري يعمل على أعلى درجة، ويقود الكتيبة الخضراء مدرب يعرف ماذا يريد من المباراة، وخسارة الذهاب لا تعني نهاية المطاف، فهدف وحيد كافٍ لإعادة الموزاين والمواجهة لنقطة الصفر، والأهلي يعتبر فريق متجانس وقوة فنية . صحيح أنه خسر آخر مباراتين أمام نجران محليًا والاتحاد آسيويًا، والأصح أن الكبار يعودون سريعًَا وينهضون من كبواتهم أكثر قوة. رغم كل الحديث السابق إلا أن مباراة الذهاب حاضرة بكل أحداثها، فالحسابات مختلفة بين الفريقين، الأهلي مطالب بالتسجيل، والاتحاد بالمحافظة والبحث عن التعزيز، وينجح "كانيدا" متى فاجأ الأهلي بالهجوم، وبعثر أوراق ياروليم، وذلك لفترة زمنية محدودة، ثم يعود لحصونه ويعتمد المرتدات، في المقابل يتفوق الأخير متى حافظ على التوازن واستفاد من أخطاء الاتحاد، ومن وجهة نظري العميد بالمفاجأة يكسب، والأهلي بالتوازن ينجح، وبالتوفيق لمن سيتأهل، ليُحقِّق لنا الكأس الآسيوية التي نبحث عنها منذ سنوات. Abdullah [email protected]