يدخل فريق الاتحاد والأهلي المنعطف الأهم نحو بلوغ نصف النهائي في دوري أبطال آسيا، إذ يحل الاتحاد ضيفاً على غوانجغو الصيني في مباراة الإياب من دور الثمانية، وكان الفريق الاتحادي كسب موقعة الذهاب بأربعة أهداف في مقابل هدفين، فيما يستضيف الأهلي سباهان أصفهان الإيراني، وكانت مباراة الذهاب انتهت بالتعادل السلبي، ومتى ما نجح الفريقان السعوديان في تجاوز العقبة الصينية والإيرانية، فأنهما سيلتقيان وجهاً لوجه في نصف النهائي. الاتحاد - غوانجغو على رغم الفوز الاتحادي في المباراة السابقة واحتكامه على جملة من الفرص التي ترجح كفته في العودة ببطاقة التأهل، إذ إن الفوز أو التعادل يؤهلانه مباشرة كما هو حال الخسارة بفارق هدف، فيما الخسارة بفارق هدفين بنتيجة أقل من أربعة أهداف في مقابل هدفين ستمنح الصينيون أحقية إقصاء الاتحاد من المسابقة، إلا أن مهمة الفريق الاتحادي لن تكون سهلة أمام فريق بقامة غوانجغو المتخم بالنجوم، والمدرب الإسباني كانيدا مطالب بتوخي الحيطة والحذر عن رسم آخر مخططاته الفنية، وإغلاق المنافذ الخلفية يبدو مطلب لا بد منه في مثل هذه المواجهة، والكتيبة الاتحادية ذات خبرة عريضة في المنافسات الآسيوية، وباتت الجماهير الصفراء تعقد أمالاً عريضة على فريقها لتعويض الإخفاقات كافة في الاستحقاق الآسيوي. خط الوسط الاتحادي هو رمانة الفريق ومصدر قوته الحقيقية، ومتى ما حضر رباعي الوسط كما يجب، سيكون الفريق في أحسن أحواله الفنية، وقادر على تحقيق تطلعات محبيه، إذ يشكل سعود كريري والكاميروني أمبامي ومحمد نور والمتألق دائماً البرازيلي دي سوزا قوة جبارة في منطقة المناورة، من شأنها إخفاء جميع عيوب خط الدفاع، إلى جانب المساندة الكبيرة لخط المقدمة. وعلى الطرف الآخر، يحشد مدرب غوانجغو الصيني الإيطالي الشهير ليبي أسحلته الهجومية كافة بحثاً عن تعويض خسارة الذهاب، وتحقيق فوز يمنح فريقه فرصة مواصلة المشوار، والفريق الصيني ليس بالسهل، ويملك من الحماسة والقتالية الشيء الكثير، وسيكون الفريق الصيني مضطراً إلى الاندفاع إلى الهجوم بحثاً عن الفوز وحده للإبقاء على آماله في البطولة، ومن المتوقع أن يلجأ مدربه إلى مباغتة الفريق الضيف بضغط هجومي منذ صافرة البداية معولاً على لاعبين على مستوى عال في خطي الوسط والهجوم يبرز منهم الأرجنتيني داريو كونكا والبارغوياني لوكاس باريوش والبرازيلي لويز سيلفا، إضافة إلى غاو لين وهوانغ بوين وزهانغ لين بينغ. وتفوق غوانغجو بفارق الأهداف على كاشيوا رايسول الياباني في المجموعة الثامنة ضمن الدور الأول، ثم تغلب على فريق ياباني آخر في الدور الثاني هو كلوب طوكيو بنتيجة 1-صفر. غوانجغو يجيد الأداء السريع ونقل الكرة بكل سلاسة إلى مناطق الخصم، وسيكون الدفاع الاتحادي أمام اختبار صعب جداً، لن يتجاوزه من دون مساندة مضاعفة من لاعبي الوسط، وتقييد ظهيري الجنب مشعل السعيد وإبراهيم هزازي بالواجبات الدفاعية فقط. الأهلي - سباهان أصفهان يتسلح الأهلي بالأرض والجمهور للوصول إلى المرحلة الأهم في تاريخه في البطولة الآسيوية، خصوصاً أن الفرصة تبدو متاحة وبشكل كبير، بعد أن قدم الفريق مستوى رائعاً جداً في مباراة الذهاب واكتفى بالتعادل السلبي الذي يعد أمراً إيجابياً في مباريات الذهاب والإياب، وان كان بالإمكان حسم بطاقة التأهل من إيران، إلا أن سوء الطالع الذي لازم المهاجمين حرم الفرق الأهلاوية من العودة بالانتصار. الفريق الأهلاوي يعيش أفضل أحواله الفنية والمعنوية امتداداً للمستويات التي ظهر بها في الموسم الفائت، وسيسعى المدرب التشيخي غاروليم إلى نقل انتصارات فريقه المحلية إلى المحفل الآسيوي مستفيداً من الوهج الفني الذي تعيشه الخطوط الخضراء، فالفريق يمتلك قوة هجومية عالية الخطورة بوجود العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس وكلاهما يشكل جبهة هجومية بمفردة، إلى جانب حيوية خط الوسط بقيادة المتجدد تيسير الجاسم ومعتز الموسى والأرجنتيني موراليس ووليد باخشوين، كما أن منصور الحربي وكامل المر لهما أدوار بالغة الأهمية على ظهيري الجنب لتشكيل قوة هجومية أخرى تتيح لثنائي المقدمة التحرك بمساحات أوسع بين دفاعات الخصم. وعلى الجهة المقابلة، يحاول مدرب سباهان الإيراني تصحيح أخطاء مباراة الذهاب، ومفاجآت أصحاب الدار بأسلوب مختلف، وعلى الرغم من الصورة الباهتة التي ظهر بها سباهان في المباراة السابقة، يظل من خيرة الأندية الإيرانية، وأكثرها دراية بأسرار ومتطلبات المنافسات الآسيوية، لذا لن يكون صيداً سهلاً كما يعتقد البعض، ولن يسلموا نتيجة المباراة بسهولة. وسيعمد سباهان إلى إقفال منطقته والانطلاق بالهجمات المرتدة أملاً في خطف هدف يسهل مهمته في التأهل، معولاً على محمد رضا خلعتبري ومحرم نافيديكيا وفرشد طالبي والحارس محمد رضا. جاء دور الاتحاد السعودي الذي أكد انه من أفضل فرق القارة الأسيوية بتربعه على عرش البطولة الأهم للأندية عامي 2004 و2005، في الأولى توج بطلاً على حساب سيونغنام ايلهوا الكوري الجنوبي بعد سيناريو مثير، اذ خسر امامه ذهاباً في جدة 1-3 قبل ان يحقق فوزاً كاسحاً في سيونغنام 5-صفر، وفي الثانية التقى مع العين الإماراتي على اللقب فتعادله معه ذهاباً في العين وفاز عليه 4-2 في جدة. كان الكرامة السوري على وشك إبقاء اللقب عربياً عام 2006 حين وصل إلى الدور النهائي ضد شونبوك موتورز الكوري الجنوبي لكنه خسر أمامه صفر-2 في جيونجو ذهاباً، وفاز عليه 2-1 في حمص إيابا، لتنتقل الكأس إلى شرق القارة. سيطرت الفرق الكورية الجنوبية واليابانية على اللقب في وقت شهدت مستويات الفرق العربية تراجعاً ملحوظاً. احرز اوراوا ريد دايموندز الياباني اللقب عام 2007 على حساب سباهان اصفهان الإيراني، فتعادل معه 1-1 في اصفهان ذهاباً ثم فاز عليه 2-صفر في اوراوا إياباً. بقي اللقب يابانياً في 2008 عبر غامبا اوساكا الذي توج على حساب اديلايد يونايتد الاسترالي بفوزه عليه 3-صفر في اوساكا ذهاباً، و2-صفر في ملبورن إياباً. دخلت الفرق الكورية الجنوبية على خط المنافسة على اللقب بقوة ونالت نسختي 2009 و2010 اللتين حسمتا بمباراة نهائية واحدة أقيمت في طوكيو بدلاً من نظام الذهاب والإياب، في الأولى توج بوهانغ ستيلرز بفوزه على الاتحاد السعودي 2-1، وفي الثانية كان اللقب من نصيب سيونغنام ايلهوا الفائز على ذوب آهن الإيراني 3-1. أوقف السد القطري الزحف الكوري الياباني أعاد اللقب إلى غرب آسيا إذ توج بطلاً للنسخة الماضية بتغلبه على شونبوك الكوري الجنوبي في عقر داره 4-2 بركلات الترجيح بعد تعادلها في الوقت الأصلي والإضافي 2-2 في جيونغو.