وصَلني على الإيميل من أخي العزيز الدكتور محمد سالم الصبان دراسة قام بها الباحث المصري محمد سمير عطا يدحض نظرية أنَّ بُناة الأهرام هُمْ الفراعنة، وأنَّ بُناتها الحقيقيون هُمْ عمالقة قومُ عاد وذلك منْ سبعين ألف عام وليس سبعة آلاف، واستند في تحليله إلى مُعطيات مُثيرة قد يجدها السادة القُرَّاء جديرة بالاهتمام والبحث كما سيأتي: 1- حجم إنسان قوم فرعون يُقارب منه اليوم، بينما إنسان قوم عاد عملاق يصل طوله إلى 15 مترًا وهو ما تُؤكدُه الهياكل العظمية المُكتشفة، وذلك قد يُفسِّر حجم الأبواب والنوافذ العالية والتماثيل العملاقة وسبب استخدام الأحجار الضخمة الثقيلة الوزن في المباني (متوسط الوزن 2.5 طن)، عن أبي هريرة رضي الله عنه: (خَلقَ الله آدم على صُورته طُوله ستون ذراعًا في السماء ولا يزال الخَلْق يَنقُص بعد حتى الآن) صحيحي مسلم وبخاري. 2- عُمر الأهرام سبعين ألف عام وليس سبعة آلاف، فهي الحضارة الجدية الأُولى بعد آدم عليه السلام قال تعالى: (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًًا الأُولَى) -النجم 50- وكما أخبر ابن عباس (حبر الأمة) رضي الله عنه ب(أن آدم نزل من 100.000 عام). 3- حجم التماثيل المنحوتة من كُتلةٍ صخريةٍ واحدةٍ تعكس أحجامهم الحقيقية التي تُوافق ارتفاعات النَّخل وهي ليست تماثيل مُكبَّرة وقد قال تعالى: (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ) -القمر 20-، (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) -الحاقة 7-، وبالتالي تلك الحجارة شديدة الضخامة بالنسبة لنا، كانتْ لهم مُجرَّد طوب، لذلك عندما احتلَّ الرومان -المُتقدمين على الفراعنة- مصر وسَرقوا المَسلَّة وهَرَّبوها إلى روما عمدوا على تجزئتها لقطعٍ أصغر!!. 4- الأهرامات بالتأكيد ليست مقابر خُصوصًا وأنَّه يُحيط بها مقابر ضخمة من ثلاث جِهات، ولو أنَّ تلك الأبنية (أيْ الأهرامات) المُبْهِرة والمُذْهِلة مقابر، فأين القُصور؟! هلْ منْ المنطق أنَّهم يُشَيِّدون المقابر الفخمة ويعيشون في الجُحُور المُهينة والمُذِلَّة على حدِّ قوله. 5- يتضح ذلك أيضًا منْ الردهات الضخمة داخل الهرم والتي تَخُص قوم عاد أمَّا الممرات الصغيرة والتِّي كانت تُستخدم منْ قبل الفراعنة وإلى اليوم ما هي إلاَّ فتحات تصريف أو مجاري تهوية. 6- لمْ يَترك الفراعنة صخرة إلاَّ ونَقَشوا عليه حياتهم بالكامل ماذا يأكلون؟! كيف يطبخون؟! ماذا يزرعون؟!... إلخ، لماذا لمْ يُدَوِّنُوا كيف يَبْنُون؟! لأنَّهم ببساطة لم يُبْنوها وأنَّ هناك قُرونًا أُولى سكنت مِصر قبل الفراعنة، قال تعالى: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ العِقَابِ) -آل عمران 11-، فَصُروح وأبنية الفراعنة مِنْ الطين كما أخبرنا المَولى عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز قبل 1400 عام، (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إلَى إلَهِ مُوسَى وَإنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكَاذِبِينَ) -القصص 38-، بلْ واعتراف الفراعنة أنْفُسُهُم والمنقوش تحتَ تمثال القِرْد تحوتي حوتب (بُناة الأهرام ذِراع الواحد مِنْهُم بألف رجلٍ) أكبر دليل على ذلك. 7- مَمَرَّات الأهرام أو مجاري التهوية تتعامد مع نَجِم الشِّعْرى في أيامٍ محددةٍ من العامِ وهو ما يُؤكِّد أنَّ مَنْ بَناها هُم قومُ عاد الَّذين يُقدسُون نجم الشِّعرى، قال تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى* وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًًا الأُولَى) -النجم، 49- 50. 8- يتساءل الباحث عنْ هذا التَشابه والَتماثل في وصْفِ القرآن للأرضِ بالجناتِ والعيونِ ثُمَّ اسْتِتِباعَها باللعنةِ على كلتا الحضارتين (عادٌ وفرعونٌ) دون غيرِهما هلْ كان مِنْ باب الصُدفة؟! حاشا لله، إنَّ الفراعنة هُم بالفعل خُلفاء قوم عاد على أرضِ مِصر، وهو ما تُشيرُ لهُ الآية الكريمة: (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ) -إبراهيم 45-. وأخيرًا يَختم لنا الباحث بأنَّ اليهود هُم وراء ذلك بلْ خلف كُل تزوير للتاريخِ وقلب الحقائق وأنَّ بصماتُهم في كلِّ مُصيبةِ، وذلك وباعترافهم في بُروتوكولات حُكماء بني صُهيون (سوف نُعيد كتابة التاريخ لنحذِف مِنْه كلَّ إساءة مُوجهة لتاريخنا اليهودي)، لأنَّه وببساطة شديدة يتناقض وشريعتهم فقدْ جاء في كتابهم التُلْمُود أنَّ الله خلق الكون وآدم مُنذ 7000 عام فقط، وأيُّ حقيقة تُخالف هذا المُعتقد سوف تهدم المَعْبَد عليْهِم. dr.mahmoud @batterjee.com